حديث: دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: دية الخطأ أخماس

رُوِيَ عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض ذكر» إِلَّا أنه موقوف.

ضعيف: رواه أبو داود (٤٥٤٥)، والتِّرمذيّ (١٣٨٦) والنسائي (٤٨٠٢) وابن ماجة (٢٦٣١) كلهم من
حديث الحجاج بن أرطاة، عن زيد بن جبير، عن خشْف بن مالك، قال: سمعت ابن مسعود فذكره.

رُوِيَ عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض ذكر» إِلَّا أنه موقوف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
أولاً: تخريج الحديث وبيان درجته:
الحديث الذي ذكر موقوف على الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وليس مرفوعاً إلى النبي ﷺ. وهذا يعني أن اللفظ من كلام ابن مسعود رضي الله عنه وفهمه للدية، وليس قولاً مباشراً من النبي ﷺ. وقد رواه الإمام أحمد في "المسند" وغيره.
ومع ذلك، فإن حكمه مقبول ومعمول به لدى جمهور الفقهاء، لأنه يشرح تفصيلاً لأمر مجمل في القرآن الكريم. فقد قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} [النساء: 92]. فجاء كلام ابن مسعود رضي الله عنه ليبين تفصيل هذه الدية المسلمة.

ثانياً: شرح المفردات:
* دية الخطأ: هي المال الواجب في قتل الإنسان خطأً (أي بدون قصد)، وهي مغايرة لدية العمد.
* حِقَّة: (بكسر الحاء) هي الناقة التي دخلت السنة الرابعة من عمرها، وهي من أفضل أنواع الإبل في الغالب.
* جَذَعَة: هي الناقة التي دخلت السنة الخامسة من عمرها، وهي كاملة وقوية.
* بنت مَخَاض: هي الناقة التي دخلت السنة الثالثة من عمرها، وسُميت بذلك لأن أمها قد ولدت (أخضعت).
* بنت لَبُون: هي الناقة التي دخلت السنة الرابعة من عمرها، وسُميت بذلك لأن أمها صارت ذات لبن (أي حليب) كثير.
* بني مَخَاض ذَكَر: هو الجمل (الذكر) الذي دخل السنة الثالثة من عمره.

ثالثاً: شرح الحديث والمعنى الإجمالي:
يبين هذا الأثر أن دية القتل الخطأ (وهي مائة من الإبل) متفاضلة في السن والنوع، وليست من نوع واحد. فتقسيمها كالتالي:
1- عشرون حِقَّة: (20 ناقة في السنة الرابعة).
2- عشرون جَذَعَة: (20 ناقة في السنة الخامسة).
3- عشرون بنت مَخَاض: (20 ناقة في السنة الثالثة).
4- عشرون بنت لَبُون: (20 ناقة في السنة الرابعة).
5- عشرون بني مَخَاض ذَكَر: (20 جملاً في السنة الثالثة).
فيكون المجموع: 20 + 20 + 20 + 20 + 20 = 100 من الإبل، وهو القدر المجمع عليه للدية الكاملة.
الحكمة من التفاضل: هذا التفصيل يحقق العدالة والتوازن في القيمة المالية، فليست كل الإبل متساوية في القيمة والسِنّ، فجمع بين الذكور والإناث وبين الأعمار المختلفة ليكون المجموع عادلاً ومقبولاً لأهل القتيل.

رابعاً: الدروس المستفادة والفقه في المسألة:
1- إعمال كلام الصحابة: كلام الصحابي الذي يفسر مجملاً في القرآن أو السنة له حكم الرفع إذا لم يكن من قبيل الاجتهاد، وهو معمول به عند العلماء، مما يدل على مكانتهم وفقههم.
2- تفصيل الشريعة: الشريعة الإسلامية جاءت مفصلة لأحكام المعاملات والجنايات، تحقيقاً للعدل ورفعاً للنزاع.
3- مراعاة العدالة في التعويض: التفاضل في أنواع الدية يدل على مراعاة الشريعة للقيم الحقيقية للأشياء، وحرصها على أن يكون التعويض عادلاً وشاملاً.
4- أصل تقدير الدية: اتفق الفقهاء على أن أصل الدية الكاملة هي مائة من الإبل، وهذا التفصيل هو أحد صور أدائها. ويجوز عند الجمهور إخراج قيمتها نقداً حسب ما يتراضى عليه أهل القتيل والقاتل، أو ما يقدره الحاكم.
5- الفرق بين دية الخطأ والعمد: دية الخطأ أثقل على العاقلة (وهي عصبة القاتل) وتؤدى على ثلاث سنوات، بينما دية العمد على الجاني نفسه ويطالب بها فوراً في الغالب.

خامساً: معلومات إضافية:
* هذا التقسيم مذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
* من لم يجد الإبل أو كانت غير متوفرة، فله أن يخرج قيمتها ذهباً أو فضة أو نقوداً وفقاً لتقدير أهل الاختصاص والعرف السائد.
* الدية تجب في قتل الخطأ وشبه العمد، أما العمد فله أحكام أخرى (كالقصاص أو الدية مع الإثم إذا عفا أولياء الدم).
أسأل الله تعالى أن يكون هذا الشرح قد وفّق في البيان والإفادة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٥٤٥)، والتِّرمذيّ (١٣٨٦) والنسائي (٤٨٠٢) وابن ماجة (٢٦٣١) كلهم من
حديث الحجاج بن أرطاة، عن زيد بن جبير، عن خشْف بن مالك، قال: سمعت ابن مسعود فذكره.
قال أبو داود: وهو قول عبد الله. والحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعن.
وخشف بن مالك مختلف فيه. فوثّقه النسائيّ، وذكره ابن حبَّان في الثّقات، ولم يرو عنه إِلَّا زيد بن جبير الجشميّ، ونقل ابن حجر في «التهذيب»: قال الدَّارقطنيّ في السنن: مجهول، وتبعه البغوي في المصابيح، وقال الأزدي: ليس بذاك. ورجح الترمذيّ أنه موقوف فقال: حديث ابن مسعود لا نعرفه إِلَّا من هذا الوجه، وقد رُوي عن عبد الله موقوفًا.
وقال الدَّارقطنيّ (٣/ ١٧٢ - ١٧٣) بعد أن رواه من طريق أبي عبيدة عن ابن مسعود قوله: دية الخطأ خمسة أخماس موقوفًا عليه.
وقال: وهذا إسناد حسن، ورواته ثقات، وقد رُويَ عن علقمة، عن عبد الله نحوه.
قال الأعظمي: أما رواية علقمة فرواه ابن أبي شيبة في المصنف (٩/ ١٣٤) وأبو داود (٤٥٥٣) والبيهقي (٨/ ٦٩) كلّهم من حديث أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن علقمة النخعيّ، عن ابن مسعود فذكره. وفيه أبو إسحاق مختلط، ولم يعرف عن أبي الأحوص هل روى عنه قبل الاختلاط أم بعد الاختلاط. ثمّ قال الدَّارقطنيّ بعد أن ساق الحديث من طريق الحجاج، عن زيد بن جبير، عن خلف بن مالك، عن عبد الله مرفوعًا: هذا حديث ضعيف، غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث من وجوه عدة. ثمّ ذكر هذه الوجوه - والخلاصة فيه أنه موقوف عليه».
ورأى البيهقيّ (٨/ ٧٦) بعد أن ساق عدة أسانيد إلى ابن مسعود موقوفًا عليه أن الموقوف عليه أيضًا ليس بصحيح فإن فيه انقطاعا بين ابن مسعود وبين من روى عنه، كما أن المرفوع ضعيف لجهالة خشف بن مالك لم يرو عنه إِلَّا زيد بن جبير وقال: ولا نعلم أحدًا رواه عن زيد بن جبير إِلَّا حجَّاج بن أرطاة. والحجاج رجل مشهور بالتدليس، وإنه يحدث عمن لم يلقه، ولم يسمع منه». انتهى.
وجعل الشافعي مكان بني المخاض بني لبون لحديث ابن مسعود موقوفًا عليه وهو قوله: دية الخطأ خمس أخماس: عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنات مخاض، وعشرون بنات لبون، وعشرون بني لبون ذكور.
رواه الدَّارقطنيّ (٣/ ١٧٢) عن دعْلج، ثنا حمزة بن جعفر الشيرازيّ، ثنا أبو سلمة، ثنا حمّاد بن سلمة، أنا سليمان التميميّ، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، أن ابن مسعود قال: فذكره.
قال الدَّارقطنيّ: «هذا إسناد حسن. ورواته ثقات. وقد رُوي عن علقمة عن عبد الله نحوه».
وقال: أما حديث خِشف بن مالك فضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث من وجوه عدة، أحدها أنه مخالف لما رواه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه بالسند الصَّحيح عنه الذي لا مطعن فيه ولا تأويل عليه، وأبو عبيدة أعلم بحديث أبيه وبمذهبه وفتياه من خشف بن مالك ونظرائه وعبد الله بن مسعود أتقى لربه وأشح على دينه من أن يرُوي عن رسول الله ﷺ أنه يقضي
بقضاء، ويفتي هو بخلافه، هذا لا يتوهم مثله على عبد الله بن مسعود، وهو القائل في مسألة وردت عليه لم يسمع فيها من رسول الله ﷺ شيئًا ولم يبلغه عنه فيها قول، أقول فيها برأيي، فإن يكن صوابًا فمن الله ورسوله، وإن يكن خطأ فمني، ثمّ بلغه بعد ذلك أن فتياه وافق قضاء رسول الله ﷺ في مثلها، فرآه أصحابه عند ذلك فرح فرحًا لم يروه فرح مثله، من موافقة فتياه قضاء رسول الله ﷺ، فمن كانت هذه صفته وهذا حاله، فكيف يصح عنه أن يروي عن رسول الله ﷺ شيئًا ويخالفه، ويشهد أيضًا لرواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، ما رواه وكيع وعبد الله بن وهب وغيرهما، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: دية الخطأ أخماسًا.
قال الأعظمي: كذا قال رحمه الله تعالى، ومن المعروف أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، ثمّ أدرك الدَّارقطنيّ قائلًا: «ويشهد أيضًا لرواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، ما رواه وكيع وعبد الله بن وهب وغيرهما عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: دية الخطأ أخماسًا.
ثمّ قال: ثمّ فسرها كما فسرها أبو عبيدة وعلقمة عنه سواء. فهذه الرواية وإن كان فيها إرسال.
فإبراهيم النخعي هو أعلم الناس بعبد الله وبرأيه وبفتياه وأطال الكلام فيه.
ولكن رواه البيهقيّ (٨/ ٧٥) من حديث يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان التيميّ، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد الله في دية الخطأ أخماس: خمس بنو مخاض، وخمس بنات مخاض، وخمس بنات لبون، وخمس حقاق، وخمس جذاع. وقال: هذا هو المعروف عن عبد الله بن مسعود بهذه الأسانيد. قد روى بعض حفاظنا وهو الشّيخ أبو الحسن الدَّارقطنيّ هذه الأسانيد عن عبد الله، وجعل مكان بني المخاض - بني لبون، وهو غلط منه. وقد رأيته أيضًا في كتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو إمام، في رواية وكيع، عن سفيان بإسناديه كذلك بني لبون، وفي رواية سعيد بن بشير عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود كذلك بني لبون».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 111 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض

  • 📜 حديث: دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب