حديث: بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حثِّ الإمام على قبول الدية

عن عائشة، أن رسول الله ﷺ بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا، فلاجَّه رجل في
صدقته، فضربه أبو جهم، فشجَّه، فأتوا النَّبِيّ ﷺ فقالوا: القودَ يا رسول الله! فقال النَّبِيّ ﷺ: «لكم كذا وكذا«فلم يرضوا، فقال: «لكم كذا وكذا«فرضوا، فقال النَّبِيّ ﷺ: «إنِّي خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم؟ «فقالوا: نعم. فخطب النَّبِيّ ﷺ فقال: «إنَّ هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود، فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا، أرضيتم؟ «قالوا: لا. فهم بهم المهاجرون، فأمر النَّبِيّ ﷺ أن يكفوا عنهم، فكفوا، ثمّ دعاهم فزادهم، فقال: «أرضيتم؟ «قالوا: نعم، قال: «إنِّي خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم، قالوا: نعم، فخطب النَّبِيّ ﷺ فقال: «أرضيتم؟» قالوا: نعم.

صحيح: رواه أبو داود (٤٥٣٤) والنسائي (٤٧٧٨) وابن ماجة (٢٦٣٨) وابن أبي عاصم في الديات (٢٤٧) وصحّحه ابن حبَّان (٤٤٧٨) كلّهم من حديث عبد الرزّاق وهو في مصنفه (١٨٠٣٢) عن معمر، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة، أن رسول الله ﷺ بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا، فلاجَّه رجل في
صدقته، فضربه أبو جهم، فشجَّه، فأتوا النَّبِيّ ﷺ فقالوا: القودَ يا رسول الله! فقال النَّبِيّ ﷺ: «لكم كذا وكذا«فلم يرضوا، فقال: «لكم كذا وكذا«فرضوا، فقال النَّبِيّ ﷺ: «إنِّي خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم؟ «فقالوا: نعم. فخطب النَّبِيّ ﷺ فقال: «إنَّ هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود، فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا، أرضيتم؟ «قالوا: لا. فهم بهم المهاجرون، فأمر النَّبِيّ ﷺ أن يكفوا عنهم، فكفوا، ثمّ دعاهم فزادهم، فقال: «أرضيتم؟ «قالوا: نعم، قال: «إنِّي خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم، قالوا: نعم، فخطب النَّبِيّ ﷺ فقال: «أرضيتم؟» قالوا: نعم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

شرح المفردات:


● بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقًا: أي أرسله النبي ﷺ لجمع الزكاة من القبائل.
● فلاجَّه رجل في صدقته: أي خاصمه وجادله في حق الزكاة الواجب عليه.
● فضربه أبو جهم، فشجَّه: أي ضربه فأصاب رأسه بشجة (جرح).
● القودَ يا رسول الله: يطالبون بالقصاص (أن يُجرح أبو جهم كما جرح صاحبهم).
● لكم كذا وكذا: أي عرض عليهم النبي ﷺ عوضًا ماليًا (الدية) بدل القصاص.
● الليثيين: نسبة إلى قبيلة ليث، وهي القبيلة التي ينتمي إليها المجروح.
● هم بهم المهاجرون: أي غضب المهاجرون من الأنصار (أو من القوم) وأرادوا معاقبتهم.

شرح الحديث:


بعث النبي ﷺ أبا جهم بن حذيفة لجباية الزكاة، فاعترض أحد الرجال (من قبيلة ليث) على إخراج الزكاة، فاضطرب الموقف وضربه أبو جهم حتى شجه. فجاء أهل المجروح إلى النبي ﷺ يطالبون بالقصاص (أن يُجرح أبو جهم كما جرح صاحبهم). فعرض عليهم النبي ﷺ ديةً مالية (كذا وكذا) فرفضوا أولاً، ثم عرض عليهم زيادة فرضوا. وتأكد النبي ﷺ من رضاهم قائلاً: "إني خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم؟" فوافقوا.
ولكن عندما خطب النبي ﷺ في الناس وسألهم: "أرضيتم؟" قالوا: "لا"، فغضب المهاجرون من هذا النكث بالعهد، وأرادوا تأديبهم، فأمرهم النبي ﷺ بالكف عنهم. ثم دعاهم النبي ﷺ مرة أخرى وزاد في الدية، حتى رضوا تمامًا، وتأكد من رضاهم مرة أخرى، ثم خطب وأعلن رضاهم.

الدروس المستفادة:


1- حكمة النبي ﷺ في فض النزاعات: حيث استبدل القصاص بالدية حفظًا للدماء وتأليفًا للقلوب.
2- مراعاة النفس البشرية: فقد أعطاهم النبي ﷺ وقتًا للتفكير، وزاد في العطاء حتى يرضوا تمامًا.
3- الوفاء بالعهد: غضب النبي ﷺ والمهاجرون عندما نكث القوم بموافقتهم الأولى، مما يدل على أهمية الوفاء.
4- تحريم الاعتداء: حتى لو في حالة الجباية، لا يجوز للمصدق استخدام العنف إلا عند الضرورة القصوى.
5- الحلم والصبر: تجلى صبر النبي ﷺ وحلمه في التعامل مع المتخاصمين.

معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من أحاديث الجنايات والقصاص.
- فيه دليل على جواز الصلح في القصاص بالمال (الدية) إذا رضي أولياء الدم.
- يُستفاد منه أيضًا أهمية التوثيق والشفافية في الصلح، كما فعل النبي ﷺ عندما أعلن الرضا أمام الناس.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٥٣٤) والنسائي (٤٧٧٨) وابن ماجة (٢٦٣٨) وابن أبي عاصم في الديات (٢٤٧) وصحّحه ابن حبَّان (٤٤٧٨) كلّهم من حديث عبد الرزّاق وهو في مصنفه (١٨٠٣٢) عن معمر، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه

  • 📜 حديث: بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب