حديث: أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا عضّ رجلًا فوقعت ثناياه فلا دية له

عن يعلى بن أمية، قال: أتى النَّبِيّ ﷺ رجل، وقد عضّ يد رجل، فانتزع يده فسقطت ثنيتاه (يعني الذي عضّه) قال: فأبطلها النَّبِيّ ﷺ، وقال: «أردْت أن تقضمه كما يقضم الفحل؟».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الديات (٦٨٩٣) ومسلم في القسامة (٢٢: ١٦٧٤) كلاهما من حديث عطاء (هو ابن أبي رباح) عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، فذكره.

عن يعلى بن أمية، قال: أتى النَّبِيّ ﷺ رجل، وقد عضّ يد رجل، فانتزع يده فسقطت ثنيتاه (يعني الذي عضّه) قال: فأبطلها النَّبِيّ ﷺ، وقال: «أردْت أن تقضمه كما يقضم الفحل؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع، وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار شراح الحديث.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مالك في الموطأ، والبيهقي في السنن الكبرى، وصححه عدد من أهل العلم.

1. شرح المفردات:


● عضّ يد رجل: قضمها بأسنانه وعض عليها.
● فانتزع يده: سحب المعضوض يده بشدة من فم العاض.
● فسقطت ثنيتاه: سقطت السنان الأماميتان للعاض.
● فأبطلها النَّبِيّ ﷺ: أي حكم النبي ﷺ بعدم وجوب الدية أو الضمان على المعضوض.
● تقضمه: تعضه وتقطعه بقوة.
● كما يقضم الفحل: يشبه عضته بعضة الفحل (ذكر الإبل) الشديد في عضته.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي يعلى بن أمية رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو من أمر وقع بينه وبين آخر، حيث إن هذا الرجل عض على يد خصمه فعضها، ولكن الخصم سحب يده بعنف من فمه، مما أدى إلى سقوط ثنيتي العاض (أسنانه الأمامية). فرفع الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفصل فيه.
فحكم النبي صلى الله عليه وسلم بأن العاض لا يستحق شيئًا، أي أبطل دعواه في المطالبة بدية أو أرش (تعويض) عن سنيه، وقال له معللاً الحكم: «أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل؟»، يعني: هل كنت تريد أن تعضه عضّة قوية شديدة كعضّة الفحل الجمل الذي لا يتراجع عن عضته؟ فكأنك أقدمت على فعل عدواني شديد، فكانت عاقبته عليك، فلا تستحق التعويض.

3. الدروس المستفادة منه:


● إبطال الدية في حال الاعتداء: من اعتدى على غرض فأصيب بسبب هذا الاعتداء، فلا ضمان عليه، بل الضمان على المعتدي نفسه إذا تسبب في ضرر. وهذا من قواعد الشريعة الكبرى: "لا ضرر ولا ضرار".
● العاقبة للمتقين: أن من بدر منه الظلم أو العدوان، فإنه يعاقب بنفس عدوانه، كما قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى:40].
● الحكمة في تقرير المسؤولية: أن الضرر الناتج عن الفعل العدواني يتحمله الفاعل نفسه، ولا حق له في المطالبة بالتعويض.
● ذم الظلم والعدوان: فيه إشارة إلى ذم الشدة في الظلم والاعتداء على الآخرين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في قاعدة فقهية مهمة، وهي: "من اعتدى ثم أصيب فلا ضمان عليه"، أي لا يستحق التعويض.
- يستدل به الفقهاء على أن الجاني لا يستحق التعويض إذا أصيب أثناء جنايته.
- فيه دليل على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في القضاء وفصل الخصومات، حيث نظر إلى السبب والحكمة من الواقعة.
- العضة من الأفعال المستقبحة في الشريعة، وهي من الظلم، وقد يترتب عليها أمراض أو أضرار كبيرة.
فالحمد لله الذي جعل في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الحكم والعدل ما يصلح به أمر الناس في دينهم ودنياهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الديات (٦٨٩٣) ومسلم في القسامة (٢٢: ١٦٧٤) كلاهما من حديث عطاء (هو ابن أبي رباح) عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، فذكره.
واللّفظ لمسلم. ولفظ البخاريّ مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 126 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل

  • 📜 حديث: أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب