حديث: في المواضع خمس
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الموضحة
حسن: رواه أبو داود (٤٥٦٦) والتِّرمذيّ (١٣٩٠) والنسائي (٤٨٥٢) وابن ماجة (٢٦٥٥) والبيهقي (٨/ ٨١) وابن الجارود (٧٨٥) وأبو عاصم في الديات (١٥٧) كلّهم من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب به مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه الكريم.
الحديث الذي تطلب شرحه هو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فِي الْمَوَاصِصِ خَمْسٌ».
وفي رواية أخرى: «فِي الْمَوَاصِصِ خَمْسٌ مِنَ الإِبِلِ».
### أولاً. شرح المفردات
● الْمَوَاصِصِ: (مفردها: مَاصَّةٌ) وهي العضّة أو الجَرْح الذي يبلغ إلى العظم، ويُسَفِدُ منه الدم (أي يسيل منه دم كثير). وقيل: هي الجروح التي تظهر فيها الصفرة (أي العظم) ويَسِيلُ منها الدم. وهي جروح بليغة ليست بالسطحية ولا المهلكة.
### ثانياً. شرح الحديث
المقصود بالحديث هو بيان الدية الواجبة في الجروح البليغة التي تصل إلى العظم (المواصص)، والتي عددها خمسة أنواع، ولكل نوع دية محددة.
وقد اختلف الفقهاء في تفسير هذه الخمس على قولين رئيسيين، وكلاهما معتمد في مذاهب أهل السنة:
القول الأول (وهو المشهور عند كثير من الفقهاء، ومنهم الشافعية والحنابلة):
أن المقصود بالخمس هو خمس من الإبل، تكون ديةً لكل ماصة على حدة، إذا كانت في مواضع مختلفة من الجسد. فالدية في الماصة الواحدة خمس من الإبل.
القول الثاني (وهو قول عند الحنفية وغيرهم):
أن المقصود هو أن أنواع المواصص خمسة، ولكل نوع حكمه، وليست الدية في الجميع واحدة. وهذه الخمسة هي:
1- المأمومة: الجرح الذي يبلغ أم الرأس (الجلدة التي عليها الدماغ).
2- الدامغة: الجرح الذي يهشم العظم ويصل إلى الدماغ.
3- المنقلة: الجرح الذي يكسر العظم وينقلعه من مكانه.
4- الهاشمة: الجرح الذي يهشم العظم دون أن يصل إلى الدماغ.
5- الماصة: الجرح الذي يبلغ العظم ويسيل منه الدم.
وعلى هذا القول، فالدية تختلف حسب نوع الجرح، ففي المأمومة ثلث الدية الكاملة، وفي الدامغة ثلثا الدية، وهكذا.
والراجح - والله أعلم - هو القول الأول، لأن الرواية الصريحة جاءت بلفظ: «فِي الْمَوَاصِصِ خَمْسٌ مِنَ الإِبِلِ»، مما يدل على أن المقصود هو تقدير الدية بخمس من الإبل للجرح الواحد.
### ثالثاً. الدروس المستفادة والفقهية
1- إعجاز التشريع الإسلامي ودقته: يظهر من هذا الحديث دقة التشريع الإسلامي في تقدير الحقوق والجزاءات، حتى في المسائل الدقيقة كالجروح المختلفة، مما يقطع الطريق على النزاعات والاجتهادات الشخصية.
2- العدل والرحمة: جاء تقدير الديات لتحقيق العدل للطرفين، المجني عليه بحقه في التعويض، والجاني بعدم تحميله أكثر من قدر جنايته. وهو مظهر من مظاهر رحمة الإسلام.
3- مراعاة الضرر: يقدر الشرع الدية حسب مقدار الضرر الواقع على الإنسان، فالجروح البليغة التي تصل إلى العظم لها حكم يختلف عن الجروح السطحية.
4- حفظ النفس والجسد: يُستفاد من الحديث حرص الإسلام على حفظ بدن الإنسان وحمايته، وجعل عقوبة رادعة لمن يعتدي عليه.
5- التدرج في العقوبات: فكما أن في القتل دية كاملة، فإن في الجروح التي دون القتل ديات متناسبة مع حجم الضرر، وهذا من كمال العدل.
### رابعاً. معلومات إضافية
- هذا الحديث يدخل في باب "الديات" و "الجنايات" في الفقه الإسلامي.
- الدية في الأصل تكون من الإبل، ولكنها تقدر قيمتها نقداً في عصرنا الحالي حسب ما يحدده ولي الأمر والخبراء، مراعياً للقيمة العادلة.
- هذه الديات (خمس من الإبل) تكون في الجروح التي لا تستوجب القصاص (أي لا يكون فيها قصاص لأنها دون النفس)، وإنما هي حق للآدمي يمكن فيه الصلح أو أخذ الدية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وكذا حسّنه أيضًا الترمذيّ وقال: «والعمل على هذا عند أهل العلم. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق أن في الموضحة خمسًا من الإبل». انتهى.
والموضحة هو الشجة التي توضح العظم أي تظهره.
وهي الغالب ما تكون في الوجه والرأس ففيها خمس من الإبل.
والموضحة في غير الوجه والرأس ففيها حكومة.
وفي كلام الفقهاء تفاصيل كثيرة في أنواع الشجاجات وتحديد موضع الموضحة، هل تكون في الوجه والرأس دون سائر الجسد، أو هي شاملة لجميع الجسم؟ راجع تفاصيل ذلك في كتب الفقه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
- 101 قضاء النبي ﷺ في العين العوراء السادة بثلث دينها
- 102 في المواضع خمس
- 103 هذه وهذه سواء يعني الخنصر والإبهام
- 104 دية الأصابع اليدين والرجلين سواء
- 105 في الأصابع عشر عشر
- 106 العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
- 107 الأسنان سواء والأصابع سواء
- 108 دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
- 109 من قتل خطأ فديته مائة من الإبل
- 110 دية أهل الكتاب النصف من دية المسلمين
- 111 دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض
- 112 ديته اثني عشر ألفا
- 113 المكاتب يرث بحساب ما عتق منه ويؤدي بحصة ما أدى
- 114 المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 115 بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه
- 116 ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة
- 117 ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه
- 118 لا تجني أم على ولد مرتين
- 119 لا تجني نفس على أخرى
- 120 لا تتحمل نفس ذنب نفس اخرى
- 121 من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن
- 122 قطع غلام أذن غلام فلم يجعل النبي عليه شيئًا
- 123 جرح العجماء جبار والبئر جبار والعدن جبار
- 124 يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له
- 125 عضّ يدك ثم انتزعها
- 126 أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل
معلومات عن حديث: في المواضع خمس
📜 حديث: في المواضع خمس
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: في المواضع خمس
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: في المواضع خمس
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: في المواضع خمس
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








