حديث: ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يؤخذ أحدٌ من جناية أحدٍ ولو كان من أبيه أو أخيه

عن أبي رِمْثة قال: انطلقت مع أبي نحو النَّبِيّ ﷺ فقال رسول الله ﷺ لأبي: «ابنك هذا؟» قال: إي ورب الكعبة قال: «حقًّا» قال: أشهد به، قال: فتبسم رسول الله ﷺ ضاحكًا من ثبْت شبهي في أبي. ومن حلف أبي عليّ. ثمّ قال: «أما إنه لا يجني عليك، لا تجني عليه» وقرأ: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [فاطر: ١٨].

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٩٥) والنسائي (١٥٧٢) والتِّرمذيّ (٢٨١٢) وأحمد (٧١٠٩) وصحّحه ابن حبَّان (٥٩٩٥) والحاكم (٢/ ٤٢٥) كلّهم من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: حَدَّثَنَا إياد بن لقيط، عن أبي رمثة فذكره.

عن أبي رِمْثة قال: انطلقت مع أبي نحو النَّبِيّ ﷺ فقال رسول الله ﷺ لأبي: «ابنك هذا؟» قال: إي ورب الكعبة قال: «حقًّا» قال: أشهد به، قال: فتبسم رسول الله ﷺ ضاحكًا من ثبْت شبهي في أبي. ومن حلف أبي عليّ. ثمّ قال: «أما إنه لا يجني عليك، لا تجني عليه» وقرأ: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [فاطر: ١٨].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه أبو رِمْثة -رضي الله عنه- عن لقائه مع النبي ﷺ بصحبة أبيه، وسأقوم بشرحه وفقًا للمنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● أبي رِمْثة: هو صحابي جليل، واسمه تميم بن أُسيد، وقيل غير ذلك، و"رِمْثة" هي أمه، فنُسب إليها.
● انطلقت مع أبي: أي سار ومشى بصحبة والده.
● إي ورب الكعبة: "إي" أي نعم، وحلف بالله رب الكعبة تأكيدًا لصدقه.
● حقًا: كلمة استفهام بمعنى "هل حقًا هو ابنك؟" للتأكد.
● ثبت شبهي: ثبات الشبه وقوته، أي شدة التشابه بين الابن وأبيه.
● لا يجني عليك، لا تجني عليه: "يجني" أي يُؤثم أو يحمل إثمًا، فالمعنى: لا يحمل إثمك، ولا تحمل إثمه.
● وَازِرَةٌ: الحاملة للوزر (الإثم).

2. شرح الحديث:


يُخبر أبو رِمْثة -رضي الله عنه- أنه ذهب مع أبيه إلى النبي ﷺ، فلما رآهما النبي سأل الأب: "ابنك هذا؟" تأكيدًا أو تعجبًا من شدة الشبه بينهما، فأجاب الأب بحلفه المؤكد: "نعم ورب الكعبة"، فقال النبي ﷺ: "حقًا" استفهامًا استغرابيًا لشدة التشابه، فأكد الأب بقوله: "أشهد به" أي أشهد على ذلك.
فتبسم النبي ﷺ ضاحكًا من أمرين:
أولاً: من قوة الشبه بين الابن وأبيه الذي جعله يتعجب منه.
ثانيًا: من حلف الأب المؤكد على بنوَّة ابنه، مما يدل على فرحه بهذا الابن وشدة اعتزازه به.
ثم بين النبي ﷺ حكمًا عظيمًا من أحكام الإسلام، فقال: "أما إنه لا يجني عليك، ولا تجني عليه"، أي أن الابن لا يحمل وزر ذنوب أبيه، والأب لا يحمل وزر ذنوب ابنه، كل إنسان مسئول عن نفسه فقط.
واستشهد النبي ﷺ على هذه القاعدة بالآية الكريمة: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [فاطر: 18]، أي لا تحمل نفسٌ آثمةٌ إثم نفس أخرى.

3. الدروس المستفادة منه:


● التشابه بين الأبناء والآباء من آيات الله: وهو أمر مشاهد، وفيه دلالة على قدرة الله تعالى في الخلق.
● جواز الحلف للحاجة: إذا كان للحق أو للتأكيد، كما حلف أبو رِمْثة.
● التبسم والضحك المباح: وهو من حسن خُلُق النبي ﷺ، وكان يضحك مما يُتعجب منه أو مما يسر.
● مبدأ المسئولية الفردية في الإسلام: وهو من أعظم مبادئ العدل، حيث لا يؤخذ أحد بذنب غيره.
● الاستشهاد بالقرآن: في تقرير الأحكام الشرعية، وهو منهج النبي ﷺ في التعليم.
● بركة الصحبة الصالحة: حيث ذهب الابن مع أبيه لزيارة النبي ﷺ، فنالا هذا الفضل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه الألباني.
- القاعدة الشرعية "لا تزر وازرة وزر أخرى" تُطبق في الآخرة، أما في الدنيا فقد تكون هناك عقوبات عامة كالبلاء الذي ينزل بالمجتمع بسبب الذنوب، لكن كل إنسان يحاسب على ذنبه فقط يوم القيامة.
- في هذا الحديث تربية على عدم تحميل الأبناء أخطاء الآباء أو العكس، فلكل شخص حساب مستقل.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المتعلمين العاملين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٩٥) والنسائي (١٥٧٢) والتِّرمذيّ (٢٨١٢) وأحمد (٧١٠٩) وصحّحه ابن حبَّان (٥٩٩٥) والحاكم (٢/ ٤٢٥) كلّهم من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: حَدَّثَنَا إياد بن لقيط، عن أبي رمثة فذكره. واللّفظ لأبي داود، وقد اختصره البعض، ورواه البعض مطوَّلًا. انظر كتاب اللباس باب في الخضاب.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إِلَّا من حديث عبيد الله بن إياد، وأبو رمْثة التيمي: اسمه حبيب بن حبَّان، ويقال: اسمه رفاعة بن يثْربي». انتهى.
كذا قال الترمذيّ: حسن، والحق أنه صحيح، وعبيد الله بن إياد، وثَّقه جمع من أهل العلم منهم ابن معين والنسائي والعجلي وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم.
ثمّ قوله: لا نعرفه إِلَّا من حديث عبيد الله بن زياد ...
قال الأعظمي: ليس كما قال بل رواه أيضًا عبد الملك بن أبحر. رواه أحمد (١٧٤٩٢) والنسائي (٤٨٣٢) وابن أبي عاصم في الديات (٣١٥) كلّهم من حديث سفيان بن عيينة، عنه، عن إياد بن لقيط فذكر نحوه. وعبد الملك بن أبحر هو عبد الملك بن سعيد بن حبَّان بن أبحر ثقة.
وله أسانيد أخرى عن إياد بن لقيط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة

  • 📜 حديث: ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب