حديث: دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب السوط والعصا خطأ شبه العمد
حسن: رواه أبو داود (٤٥٤٧) وابن ماجة (٢٦٢٧) والدارقطني (٣/ ١٠٤ - ١٠٥) وابن الجارود (٧٧٣) وصحّحه ابن حبَّان (٦٠١١) كلّهم من طرق عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو فذكره واللّفظ لأبي داود.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يروي لنا خطبة النبي ﷺ في يوم فتح مكة، وهو يوم عظيم انتصر فيه الإسلام وأظهر الله تعالى دينه. وسأشرح هذا الحديث شرحاً وافياً إن شاء الله تعالى.
أولاً. شرح المفردات:
● خطب: أي ألقى خطبة.
● فتح مكة: اليوم الذي دخل فيه النبي ﷺ مكة منتصراً في السنة الثامنة للهجرة.
● كبَّر ثلاثًا: قال: "الله أكبر" ثلاث مرات.
● صدق وعده: حقق الله ما وعد به رسوله من النصر.
● نصر عبده: أي نصر الله تعالى نبيه محمداً ﷺ.
● هزم الأحزاب: أي هزم الله تعالى قبائل الكفار المتحالفة ضد المسلمين.
● مأثرة: مفاخر أو أمور يفتخر بها أهل الجاهلية.
● تذكر وتدعى: تُذكر وتُطالب بها.
● سقاية الحاج: إطعام الحجاج وسقيهم الماء.
● سدانة البيت: خدمة الكعبة وحجابتها.
● دية الخطأ شبه العمد: الدية في القتل الذي ليس عمداً صريحاً.
● مائة من الإبل: الدية الكاملة في القتل خطأً أو شبه عمد.
ثانياً. شرح الحديث:
1- التكبير والثناء على الله تعالى: ابتدأ النبي ﷺ خطبته بالتكبير ثلاثاً ثم حمد الله تعالى وذكر نعمه، فقال: "لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". وهذا إعلانٌ لعظمة الله تعالى وتوحيده، وإظهارٌ لنصره لرسوله وهزيمته للأحزاب (قبائل قريش وغيرها من القبائل التي تحالفت ضد المسلمين).
2- إبطال مفاخر الجاهلية: ثم أعلن النبي ﷺ أن كل مفاخر الجاهلية من دماء أو أموال أو أحسابٍ قد بطلت، فقال: "ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدميَّ". أي أن كل ما كان يفتخر به الناس في الجاهلية من قتل أو غارات أو ثأر أو غيره، فهو تحت قدميه ﷺ، أي أنه أبطله وألغاه.
3- استثناء سقاية الحاج وسدانة البيت: لكنه استثنى سقاية الحاج وسدانة البيت، فقال: "إلا ما كان من سقاية الحاج، وسدانة البيت". وذلك لأن هاتين الخدمتين كانتا من أعمال الخير التي يتقرب بها إلى الله تعالى، فلم يبطلهما الإسلام بل أبقاهما.
4- بيان دية الخطأ شبه العمد: ثم بين النبي ﷺ حكم دية القتل شبه العمد، فقال: "ألا إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها". أي أن الدية في القتل الذي ليس عمداً صريحاً (كأن يضرب شخصاً آخر بعصا أو سوط فيموت) هي مائة من الإبل، ويشترط أن تكون أربعون منها حوامل (في بطونها أولادها).
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- بيان عظمة نصر الله تعالى: فتح مكة كان نصراً عظيماً، وكان مناسبةً لبيان قدرة الله تعالى ونصره للمؤمنين.
2- إبطال العصبيات الجاهلية: ألغى الإسلام كل أشكال الفخر بالأنساب والدماء والثأر، وجعل التفاضل بالتقوى فقط.
3- الحكمة في التشريع: استثناء سقاية الحاج وسدانة البيت يدل على أن الإسلام يحترم الأعمال الصالحة حتى لو كانت في الجاهلية.
4- الرحمة في التشريع الإسلامي: بيان الدية وتفاصيلها يدل على عدالة الإسلام ورحمته، حيث جعل الدية كفارة للخطأ وحقاً للقتيل.
5- التدرج في التشريع: كان هذا البيان في يوم الفتح حيث أصبح للإسلام سلطة وسيادة، فبين النبي ﷺ الأحكام التي تنظم الحياة الجديدة.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، وابن ماجه في "السنن"، والحاكم في "المستدرك"، وصححه الألباني.
- الدية المذكورة في الحديث (مائة من الإبل) هي الدية الكاملة في القتل الخطأ وشبه العمد، وهي مقدرة شرعاً.
- قوله: "منها أربعون في بطونها أولادها" يعني أن يشترط في الدية أن تكون أربعون من الإبل حوامل، وهذا من دقة التشريع الإسلامي ومراعاته للعدل.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وهذا إسناد حسن من أجل عقبة بن أوس الدوسي فإنه حسن الحديث.
ولكن رواه ابن ماجة (٢٦٢٧) والنسائي (٤٧٩١) وأحمد (٦٥٣٣) كلّهم من حديث شعبة، عن أيوب، سمعت القاسم بن ربيعة يحدث عن عبد الله بن عمرو فذكره مختصرًا.
فأسقط أيوب من الإسناد «عقبة بن أوس».
فلعل القاسم بن ربيعة سمع الحديث من الوجهين، فإن ابن عمرو وعقبة بن أوس، ويقال يعقوب بن أوس من شيوخه وهو ثقة.
وللحديث أسانيد أخرى ذكرها النسائيّ والدارقطني وغيرهما، إِلَّا أن الصَّحيح منها لا يضره
اختلاف الأسانيد كما هو مقرر في أصول الحديث. وبالله التوفيق
وأمّا ما رواه أبو داود (٤٥٤٩) وابن ماجة (٢٦٢٨) والنسائي (٤٧٩٩) والدارقطني (٣/ ١٠٥) كلّهم من حديث عليّ بن زيد، عن القاسم بن ربيعة، عن ابن عمر، عن النَّبِيّ ﷺ بمعناه كما قال أبو داود قال: خطب رسول الله ﷺ يوم الفتح أو فتح مكة على درجة البيت أو الكعبة كذا عند أبي داود.
وجاء فيه: «ألا إن قتيل الخطأ قتيل السوط والعصا، فيه مائة إبل. منها أربعون خِلفة في بطونها أولادها» فهو ضعيف.
عليّ بن زيد بن جدعان ضعيف لا يحتج به، وخاصة إذا خالف.
فإنه جعل الحديث من مسند عبد الله بن عمر بن الخطّاب، والصحيح أنه من مسند عبد الله بن
عمرو بن العاص.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 108 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
- 101 قضاء النبي ﷺ في العين العوراء السادة بثلث دينها
- 102 في المواضع خمس
- 103 هذه وهذه سواء يعني الخنصر والإبهام
- 104 دية الأصابع اليدين والرجلين سواء
- 105 في الأصابع عشر عشر
- 106 العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
- 107 الأسنان سواء والأصابع سواء
- 108 دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
- 109 من قتل خطأ فديته مائة من الإبل
- 110 دية أهل الكتاب النصف من دية المسلمين
- 111 دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض
- 112 ديته اثني عشر ألفا
- 113 المكاتب يرث بحساب ما عتق منه ويؤدي بحصة ما أدى
- 114 المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 115 بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه
- 116 ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة
- 117 ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه
- 118 لا تجني أم على ولد مرتين
- 119 لا تجني نفس على أخرى
- 120 لا تتحمل نفس ذنب نفس اخرى
- 121 من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن
- 122 قطع غلام أذن غلام فلم يجعل النبي عليه شيئًا
- 123 جرح العجماء جبار والبئر جبار والعدن جبار
- 124 يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له
- 125 عضّ يدك ثم انتزعها
- 126 أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل
- 127 اطَّلع رجل في حُجرة النبي فقام إليه بمشقص
- 128 لو أعلم أنك تنتظرني لطعنت به في عينيك
- 129 من اطلع عليك بغير إذن ففقأت عينه فلا جناح عليك
- 130 معنى إذا دخل البصر فلا إذن
- 131 من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن...
- 132 أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم
معلومات عن حديث: دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
📜 حديث: دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








