حديث: عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عقل المرأة على عصبتها، وميراثها لورثتها

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قضى رسول الله ﷺ أن يعقل المرأة عصبتها من كانوا، ولا يرثون منها شيئًا إِلَّا ما فَضل عن ورثتها، وإن قُتلت فعقلها بين ورثتها، فهم يقتلون قاتلها.

حسن: رواه ابن ماجة (٢٦٤٧) عن إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قضى رسول الله ﷺ أن يعقل المرأة عصبتها من كانوا، ولا يرثون منها شيئًا إِلَّا ما فَضل عن ورثتها، وإن قُتلت فعقلها بين ورثتها، فهم يقتلون قاتلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وفيه مسألة فقهية مهمة تتعلق بالدية والميراث.

أولاً. شرح المفردات:


● قضى: حكم وأمر.
● يعقل المرأة: يدفع عقلها، أي ديتها. والعقل في الأصل: الدية، وسُميت بذلك لأنها تُعقل (أي تُمنع وتُحبس) بها دماء القتيل عن الانتقام.
● عصبتها: هم أقاربها الذكور من جهة الأب، الذين يكونون عُصبةً لها في النسب والحماية، مثل الإخوة والأعمام وأبنائهم.
● ما فَضل عن ورثتها: ما زاد عن حصص الورثة الشرعيين (الذين يرثونها بالفعل كالأبناء والزوج والأبوين).
● فعقلها بين ورثتها: فديتها تكون لورثتها الشرعيين الذين يستحقون الإرث منها.
● يقتلون قاتلها: لهم حق المطالبة بالقصاص من قاتلها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكمين مهمين:
1- من يدفع دية المرأة إذا تسببت في قتل خطأ؟
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذين يتحملون دية المرأة (إذا كانت هي الجانية التي تسببت في قتل شخصٍ خطأً، كأن تقع من سطح فتهلك شخصًا) هم عصبتها (أقاربها الذكور من جهة الأب)، وهم الذين يتحملون الدية في حوادث القتل الخطأ عمومًا.
2- من يرث دية المرأة إذا قُتلت هي؟
- إذا ماتت المرأة بشكل طبيعي، فإن عصبتها (الذكور) لا يرثون منها شيئًا إلا إذا كانوا من الورثة الشرعيين (كأن يكون أبوها أو ابنها) وكان هناك فضل بعد تقسيم التركة على مستحقيه من الفروض (كالأبناء والزوجة والأبوين). فالميراث محكوم بالفرائض الشرعية في القرآن والسنة.
- أما إذا قُتلت هي (عمدًا أو خطأً)، فإن ديتها (عقلها) تكون لورثتها الشرعيين الذين حددهم الله في كتابه، وليس لعصبتها بشكل تلقائي. وهؤلاء الورثة هم الذين لهم حق المطالبة بالقصاص من قاتلها إذا كان القتل عمدًا، أو قبول الدية إذا كان خطأً.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه في المسألة:


1- الفصل بين بابي الدية والميراث: يوضح الحديث أن الذين يتحملون الدية (العاقلة) ليسوا بالضرورة هم الذين يرثونها. فالعصبة يتحملون التبعية المالية (الدية) لحماية نسائهم، ولكن الميراث محكوم بنظام إلهي دقيق له مستحقوه.
2- عدالة التشريع الإسلامي: حيث جعل الدية على العاقلة (العصبة) لتخفيف العبء عن المرأة، وجعل ميراثها (وديتها إذا قتلت) لمن يستحقه شرعًا بحسب درجة قرابتهم منها، مما يحقق التكافل والتوازن في المجتمع.
3- حقوق المرأة: الحديث يظهر عناية الإسلام بالمرأة، حيث أن عصبتها هم درعها وحمايتها المالية، بينما مالها (ميراثًا أو دية) محفوظ لها ولمن تستحق أن تورثه.
4- أهمية النفقة والحماية: تقع مسؤولية الحماية والنفقة والتحمل المالي على الرجال (العصبة)، وهذا من تكاليف الرجولة في الإسلام.

رابعًا. خلاصة الحكم الشرعي:


● الجانية (المرأة) إذا تسببت في دية: تدفع عصبتها (ذكور أقاربها) الدية.
● المقتولة (المرأة): تدفع ديتها لورثتها الشرعيين (الذين يرثون منها)، وهم من لهم حق القصاص أو أخذ الدية.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٢٦٤٧) عن إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 99 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا

  • 📜 حديث: عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب