حديث: الأسنان سواء والأصابع سواء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في دية الأسنان
صحيح: رواه أبو داود (٤٥٦٠) وأحمد (٢٦٢٤) والبيهقي (٨/ ٩٠) كلّهم من حديث عليّ بن الحسن بن شقيق، قال: أخبرنا أبو حمزة، قال: حَدَّثَنَا يزيد النحويّ، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، حيث قال رسول الله ﷺ: «الأسنان سواء، والأصابع سواء» حديث عظيم، يحمل في طياته أحكامًا شرعية مهمة تتعلق بالديات والقصاص. وإليك الشرح المفصل:
1. شرح المفردات:
● الأسنان: جمع سِنّ، وهي الأسنان في الفم.
● الأصابع: جمع إصبع، وهي أصابع اليدين والرجلين.
● سواء: أي متساوية في الدية أو القصاص، لا فرق بينها في القيمة الشرعية.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث الشريف يبين حكمًا شرعيًا مهمًا في باب الجنايات والديات. معناه أن جميع الأسنان في الفم، سواء كانت أمامية (قواطع) أو جانبية (أنياب) أو خلفية (ضروس)، متساوية في الدية إذا أتلفت خطأً، وفي القصاص إذا تعمد إتلافها. وكذلك الحال بالنسبة لأصابع اليدين والرجلين، فلا فرق بين الإبهام أو الخنصر أو غيرها من الأصابع في مقدار الدية أو القصاص.
ففي حالة الجناية على السن أو الإصبع عمدًا، يكون للجاني القصاص بأن يُفعل به كما فعل، إذا طلب أولياء المجني عليه ذلك وتحقت شروط القصاص. وإذا كانت الجناية خطأً أو شبه عمد، فتجب الدية المقررة شرعًا، وهي متساوية لكل سن ولكل إصبع.
3. الدروس المستفادة منه:
● العدل والمساواة في التشريع الإسلامي: فالشريعة الإسلامية تسوي بين الأسنان والأصابع في الدية والقصاص، مما يدل على العدل ورفع الحرج، وعدم التمييز بينها بحسب منفعتها أو موقعها.
● التيسير ورفع الحرج: فالتسوية بينها يسهل حساب الدية ويجنب الناس الخلاف والجدال في تقدير differences (الاختلافات) بينها.
● تقدير النفس البشرية: فكل جزء من بدن الإنسان له قيمته واحترامه، والإضرار به يترتب عليه عقوبة سواء كانت قصاصًا أو دية.
● وحدة الأمة وعدم التفرقة: فالنص يسوي بين الجميع في الأحكام، فلا فضل لأحد على آخر في القصاص أو الدية.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في باب الديات، وقد أجمع العلماء على أن دية الأسنان كلها سواء، وكذلك الأصابع.
- دية السن الواحدة عند الجمهور هي خمس من الإبل (أي خمس من الإبل في دية السن الواحدة إذا كانت الجناية خطأً)، لأن دية الإنسان كاملة هي مائة من الإبل، والسن جزء منها.
- القصاص في الأسنان والأصابع مشروط بالإمكانية وعدم التفاوت في الضرر، فإن خيف زيادة في الضرر أو تعذّر القصاص، انتقل إلى الدية.
- هذا الحديث يرد على بعض العادات الجاهلية التي كانت تفرق في الدية بين الأسنان والأصابع بحسب منفعتها.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه ابن ماجة (٢٦٥١) عن إسماعيل بن إبراهيم البالسيّ، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن الحسن بن شقيق بإسناده وقال فيه: «قضى النَّبِيّ ﷺ في السن خمسا من الإبل».
وإسماعيل بن إبراهيم ثقة، وإسناده صحيح أيضًا كما قال البوصيري.
وروى مالك في العقول (٢٩) عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان بن طريف المريّ، أن مروان بن الحكم بعثه إلى عبد الله بن عباس يسأله ماذا في الضرس فقال: فيه خمس من الإبل.
قال: فردني إليه مروان قال: أتجعل مقدم الفم مثل الأضراس؟ فقال ابن عباس: لو لم تعتبر ذلك إِلَّا بالأصابع، عقلها سواء».
قال مالك: الأمر عندنا أن مقدم الفم والأضراس والأنياب عقلها سواء. وذلك أن رسول الله ﷺ قال: «في السن خمس من الإبل، والضرس سن من الأسنان، لا يفضل بعضها على بعض». انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 107 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
- 101 قضاء النبي ﷺ في العين العوراء السادة بثلث دينها
- 102 في المواضع خمس
- 103 هذه وهذه سواء يعني الخنصر والإبهام
- 104 دية الأصابع اليدين والرجلين سواء
- 105 في الأصابع عشر عشر
- 106 العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
- 107 الأسنان سواء والأصابع سواء
- 108 دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
- 109 من قتل خطأ فديته مائة من الإبل
- 110 دية أهل الكتاب النصف من دية المسلمين
- 111 دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض
- 112 ديته اثني عشر ألفا
- 113 المكاتب يرث بحساب ما عتق منه ويؤدي بحصة ما أدى
- 114 المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 115 بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه
- 116 ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة
- 117 ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه
- 118 لا تجني أم على ولد مرتين
- 119 لا تجني نفس على أخرى
- 120 لا تتحمل نفس ذنب نفس اخرى
- 121 من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن
- 122 قطع غلام أذن غلام فلم يجعل النبي عليه شيئًا
- 123 جرح العجماء جبار والبئر جبار والعدن جبار
- 124 يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له
- 125 عضّ يدك ثم انتزعها
- 126 أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل
- 127 اطَّلع رجل في حُجرة النبي فقام إليه بمشقص
- 128 لو أعلم أنك تنتظرني لطعنت به في عينيك
- 129 من اطلع عليك بغير إذن ففقأت عينه فلا جناح عليك
- 130 معنى إذا دخل البصر فلا إذن
- 131 من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن...
معلومات عن حديث: الأسنان سواء والأصابع سواء
📜 حديث: الأسنان سواء والأصابع سواء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الأسنان سواء والأصابع سواء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الأسنان سواء والأصابع سواء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الأسنان سواء والأصابع سواء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








