حديث: العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب دية الأصابع
حسن: رواه أبو داود (٤٥٥٧) وأحمد (١٩٥٥٠) والدارقطني (٣/ ٢١١) والبيهقي (٨/ ٩٢) والدارمي (٢٤١٤) وصحّحه ابن حبَّان (٦٠١٣) كلّهم من حديث شعبة، عن غالب التمَّار، عن مسروق بن أوس، عن أبي موسى فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «الأَصَابِعُ سَوَاءٌ عَشْرٌ عَشْرٌ مِنَ الإِبِلِ».
شرح المفردات:
* الأصابع: المقصود هنا أصابع اليد والرجل إذا قطعت أو جرحت.
* سواء: أي متساوية في مقدار الدية أو العقوبة (الكفارة أو الأرش).
* عشر عشر: أي كل إصبع بديتها أو أرشها عشرة من الإبل.
* من الإبل: الإبل هي التي كانت تُقَوَّم بها الديات والكفارات في ذلك الوقت، وهي الأساس في التقييم.
شرح الحديث:
هذا الحديث النبوي الشريف يبين حكماً مهماً من أحكام الديات والجنايات في الشريعة الإسلامية، ويتعلق بالجروح والقطع التي تصيب الإنسان.
* المعنى الإجمالي: يحدد النبي ﷺ أن أصابع اليدين والرجلين متساوية في القيمة عند إصابتها بقطع أو جرح يستوجب الدية أو الأرش (التعويض المالي). فدية كل إصبع، سواء كانت من اليد أو الرجل، وفي أي موضع منها (الإبهام أو السبابة أو غيرها)، هي عشرة من الإبل.
* السياق والحكمة: جاء هذا الحديث ليوضح حكماً كان موضع خلاف أو التباس. فقبل بيان النبي ﷺ، قد يظن البعض أن أصابع اليد لها قيمة أكبر من أصابع الرجل لشدة الحاجة إليها في العمل والأخذ والإعطاء، أو أن الإبهام له قيمة أكبر من غيره. فجاء قوله ﷺ «الأصابع سواء» ليزيل هذا الالتباس ويؤصل لمبدأ المساواة في الدية بينها جميعاً، مما ييسر أمر القضاء ويحقق العدل ويقطع النزاع.
* مكمل للشرع: هذا الحديث جزء من منظومة كاملة للديات في الإسلام. فدية النفس الكاملة (إذا قُتل شخص خطأً أو شبه عمد) هي مائة من الإبل. وبالنظر إلى أن عدد أصابع اليدين والرجلين هو عشرون إصبعاً، لو قطعت جميعاً لكانت ديتها مائتي إبل، أي ضعف دية النفس. وهذا يدل على عظمة التشريع الإسلامي الذي جعل تعويض الأطراف التي بها تقوم حياة الإنسان وتساعده على العمل والعيش أعلى من مجرد تعويض مالي عن حياته، لحكمة عظيمة يعلمها الله.
الدروس المستفادة والعبر:
1- إقامة العدل: من حكمة الشريعة الإسلامية إقامة العدل بين الناس، وقطع دابر الخصومات والنزاعات بتحديد المقادير والحدود بشكل واضح لا لبس فيه.
2- التيسير ورفع الحرج: بيان النبي ﷺ لهذا الحكم ييسر على القضاة وأهل الحسبة أمر القضاء بين الناس، ويرفع الحرج والجهالة عنهم.
3- تقدير نعم الله: الحديث يذكرنا بنعمة الله تعالى علينا في أعضاء أجسادنا، ويبين أن لها قيمة وكياناً معلوماً يجب المحافظة عليه، وأن الاعتداء عليها له عقوبة رادعة.
4- شمولية الشريعة: الشريعة الإسلامية جاءت شاملة لجم مناحي الحياة، كبيرة كانت أم صغيرة، including التفاصيل الدقيقة مثل دية كل إصبع.
معلومات إضافية:
* هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الديات، باب دية الأصابع، مما يدل على صحته وقوة ثبوتها.
* هذا الحكم (تساوي الأصابع في الدية) هو مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
* الدية أو الأرش لا تسقط بحال، بل هي حق للآدمي يجب أداؤه إلى صاحبه أو ورثته، وهي من أسباب المصالحة وإزالة الضغائن من القلوب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال أبو داود: ورواه محمد بن جعفر، عن شعبة، عن غالب قال: سمعت مسروق بن أوس.
قال الأعظمي: لأنه رواه غير شعبة فأدخل بين غالب التمار وبين مسروق بن أوس «حميد بن هلال» كما عند أبي داود (٤٥٥٦) والنسائي (٤٨٤٥) وابن ماجة (٢٦٥٤) وأبو عاصم في الديات (١٥٢) كلّهم من حديث سعيد بن أبي عروبة عن غالب التمار.
إِلَّا أن الدَّارقطنيّ رجّح في «العلل» (٧/ ٢٤٩) قول شعبة، وتابعه على ذلك ابن علية، وخالد بن يحيى البصريّ، وحنظلة بن أبي صفية، وعلي بن عاصم، كلّهم عن غالب، عن مسروق بن أوس، عن أبي موسى إِلَّا أن شعبة ربما شك فقال: مسروق بن أوس، أو أوس بن مسروق، والصواب قول من قال: مسروق بن أوس.
قال الأعظمي: وأخرج أحاديث هؤلاء في سننه (٣/ ٢١١).
وإسناده حسن من أجل مسروق بن أوس فقد روى عنه جمعٌ، ووثَّقه ابن حبَّان، وكان معروفا غزا في خلافة عمر، قال الحافظ في «التهذيب»: «بين المصنف في الأطراف أن الصواب مسروق بن أوس، وأن شعبة روى الحديث مرة بالشك، وعنه أحمد وغيره من رواية شعبة عن غالب سمعت أوس بن مسروق رجلًا منا .... وسنده صحيح».
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عمرو بن حزم مرفوعًا: «وفي كل أصبع من أصابع اليد والرجل عشر من الإبل» وكتاب عمرو بن حزم الذي كتبه النَّبِيّ ﷺ إلى أهل اليمن وذكر فيه الديات، والفرائض، والسنن، والصدقات كتاب مشهور، يرى ابن عبد البر أن شهرته تُغني عن الإسناد، لأنه أشبه التواتر في مجيئه لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة. التمهيد (١٧/ ٣٣٨ - ٣٣٩).
وجمهور أهل العلم أنه لم يرو بإسناد صحيح، وإنما رواه الزهري مرسلًا. راجع تخريجه مفصلا وكلام أهل العلم فيه في «البدر المنير» (٨/ ٣٧٧ - ٣٨٧).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
- 101 قضاء النبي ﷺ في العين العوراء السادة بثلث دينها
- 102 في المواضع خمس
- 103 هذه وهذه سواء يعني الخنصر والإبهام
- 104 دية الأصابع اليدين والرجلين سواء
- 105 في الأصابع عشر عشر
- 106 العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
- 107 الأسنان سواء والأصابع سواء
- 108 دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
- 109 من قتل خطأ فديته مائة من الإبل
- 110 دية أهل الكتاب النصف من دية المسلمين
- 111 دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض
- 112 ديته اثني عشر ألفا
- 113 المكاتب يرث بحساب ما عتق منه ويؤدي بحصة ما أدى
- 114 المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 115 بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه
- 116 ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة
- 117 ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه
- 118 لا تجني أم على ولد مرتين
- 119 لا تجني نفس على أخرى
- 120 لا تتحمل نفس ذنب نفس اخرى
- 121 من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن
- 122 قطع غلام أذن غلام فلم يجعل النبي عليه شيئًا
- 123 جرح العجماء جبار والبئر جبار والعدن جبار
- 124 يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له
- 125 عضّ يدك ثم انتزعها
- 126 أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل
- 127 اطَّلع رجل في حُجرة النبي فقام إليه بمشقص
- 128 لو أعلم أنك تنتظرني لطعنت به في عينيك
- 129 من اطلع عليك بغير إذن ففقأت عينه فلا جناح عليك
- 130 معنى إذا دخل البصر فلا إذن
معلومات عن حديث: العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
📜 حديث: العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








