حديث: أقر رسول الله القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إقرار النَّبِيّ ﷺ القسامة على ما كانت عليه في الجاهليّة

عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ من الأنصار، أن رسول الله ﷺ أقرّ القسامة على ما كانت عليه في الجاهليّة.
وزاد في رواية: وقضى بها رسول الله ﷺ بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود.

صحيح: رواه مسلم في القيامة (١٦٧٠) من طريق يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار مولى ميمونة زوج النَّبِيّ عن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، فذكره.

عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ من الأنصار، أن رسول الله ﷺ أقرّ القسامة على ما كانت عليه في الجاهليّة.
وزاد في رواية: وقضى بها رسول الله ﷺ بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف يتعلق بمسألة فقهية مهمة، وهي القسامة، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق الخطوات المطلوبة:


الحديث بلفظه:


عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ من الأنصار، أن رسول الله ﷺ أقرّ القسامة على ما كانت عليه في الجاهليّة.
وزاد في رواية: وقضى بها رسول الله ﷺ بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود.


1. شرح المفردات:


● القسامة: هي أيمان يُحلفها أولياء المقتول (ورثته أو عصبته) على اتّهامهم لشخص أو جماعة بالقتل، وذلك عندما لا يوجد بينة واضحة على الجاني.
● أقرّ: أي أبقاها وأثبتها وحكم بها، ولم يلغها.
● على ما كانت عليه في الجاهلية: أي على الصورة والعمل المعروف فيها قبل الإسلام.
● قضى بها: حكم بها وأجراها في القضاء.
● ادعوه على اليهود: اتهموا اليهود بقتله.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه أحد الصحابة الأنصار - رضي الله عنهم - ويبيّن أن النبي ﷺ أقرّ نظام "القسامة" الذي كان معروفًا في الجاهلية، ولم يلغه، بل أقره وجعله جزءًا من التشريع الإسلامي في casos القتل عندما تكون الأدلة غير كافية.
وفي الرواية الثانية زيادة تفصيلية، حيث ذكر أن النبي ﷺ طبق هذا الحكم في نزاع حصل بين الأنصار واليهود؛ فقد قُتل رجل من الأنصار، وادعى أهله (أولياء الدم) أن اليهود هم الذين قتلوه، ولكن دون بينة قاطعة. فحكم النبي ﷺ بالقسامة، أي بأن يحلف أولياء المقتول خمسين يمينًا (في روايات أخرى) على اتهامهم لليهود، وبذلك تثبت الدعوى ويُقتص من المتهمين أو يدفعون الدية.


3. الدروس المستفادة منه:


● إقرار الإسلام للعادات الحسنة: إذا كانت عادة جاهلية لا تخالف الشرع، فإن الإسلام يقرها ويحافظ عليها، كما في حالة القسامة.
● القسامة وسيلة إثبات شرعية: في حال عدم وجود بينة (شهود أو إقرار)، فإن القسامة تكون طريقًا لتحقيق العدالة وإنصاف المظلوم.
● الحكمة من تشريع القسامة: فيها حفظ للحقوق وردع للجريمة، حيث إن تكلفة الحلف بالله مع الاتهام الكاذب عظيمة، مما يردع عن الادعاء الباطل.
● العدل مع غير المسلمين: النبي ﷺ قضى بالقسامة بين الأنصار (مسلمين) واليهود (غير مسلمين)، مما يدل على أن العدالة في الإسلام تشمل الجميع.
● أهمية النظام والقضاء: الحديث يؤكد على ضرورة وجود آليات قضائية عادلة تحسم النزاعات وتمنع الفوضى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم القسامة في الفقه الإسلامي:
- أجمع العلماء على مشروعيتها، ولكن اختلفوا في تفاصيلها (عدد الأيمان، وشروطها، وما يترتب عليها).
- وهي مشروعة في حالة وجود لوث (شبهة تدعو إلى الاتهام)، وليس مجرد ادعاء دون دليل.
- ذهب الجمهور (الشافعية، الحنابلة، والمالكية) إلى أنها تُثبت القصاص (أي القتل) إذا حلف أولياء الدم.
- بينما ذهب أبو حنيفة إلى أنها تثبت الدية فقط لا القصاص.
● الفرق بين القسامة والبينة:
- البينة: هي الأدلة الظاهرة مثل الشهود أو الإقرار.
- القسامة: هي أيمان يحلفها المدعون عند عدم وجود بينة كافية، ولكن مع وجود قرائن تدعم دعواهم.
● القسامة في القصة المذكورة:
في رواية البخاري ومسلم تفصيل أكثر: أن رجلاً من الأنصار وجد مقتولاً في أرض يهود، فادعى أهله على اليهود، فأنكر اليهود، فحكم النبي ﷺ بالقسامة، فحلف الأنصار خمسين يمينًا، وألزم اليهود بدفع الدية.


ختامًا:


هذا الحديث من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام وعدله، بجانب حرصه على إقرار كل ما هو خير وصالح، حتى لو كان من العادات الجاهلية، ما دام لا يصطدم مع أصول الشريعة ومقاصدها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القيامة (١٦٧٠) من طريق يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار مولى ميمونة زوج النَّبِيّ عن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، فذكره.
والزيادة من رواية ابن جريج قال: حَدَّثَنَا ابن شهاب بهذا الإسناد.
ورواه مسلم أيضًا من طريق صالح بن كيسان عن ابن شهاب، وتابعها الأوزاعي عند النسائيّ، وعقيل بن خالد الأيلي عند أحمد (١٦٥٩٨) كل هؤلاء عن ابن شهاب بإسناده موصولًا برجل من الأنصار. وخالفهم معمر فرواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب نحوه مرسلًا، رواه عبد الرزّاق (١٨٢٥٢) ومن طريقه النسائيّ (٤٧٠٩) والحكم للأكثر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 133 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقر رسول الله القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية

  • 📜 حديث: أقر رسول الله القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أقر رسول الله القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أقر رسول الله القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أقر رسول الله القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب