حديث: ديته اثني عشر ألفا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الدية من الدراهم

رُويَ عن ابن عباس أن رجلًا من بني عدي قتل، فجعل النَّبِيّ ﷺ ديته اثني عشر ألفا.

حسن: رواه أبو داود (٤٥٣٦) والتِّرمذيّ (١٣٨٨) والنسائي (٤٨٠٣) وابن ماجة (٢٦٢٩ - ٢٦٣٢) كلّهم من حديث محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

رُويَ عن ابن عباس أن رجلًا من بني عدي قتل، فجعل النَّبِيّ ﷺ ديته اثني عشر ألفا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا من بني عدي قُتل، فجعل النبي ﷺ ديته اثني عشر ألفًا.

1. شرح المفردات:


● بني عدي: قبيلة معروفة من قبائل العرب في زمن النبي ﷺ.
● قُتل: أي وقع عليه القتل ظلمًا وعدوانًا.
● ديته: المال الواجب دفعه لعائلة المقتول بدلًا عن القصاص (أي بدل قتل القاتل).
● اثني عشر ألفًا: المقصود هنا اثنا عشر ألف درهم من الفضة، وهي العملة المتداولة آنذاك.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح.
القصة: أن رجلاً من قبيلة بني عدي قُتل خطأً أو عمدًا (والأظهر أنه قتل عمدًا)، فرفع الأمر إلى النبي ﷺ ليحكم فيه. فحكم النبي ﷺ بأن دية هذا الرجل تُقدَّر بـ اثني عشر ألف درهم، وهي ضعف الدية المعتادة في ذلك الوقت.
والدية الأصلية في الإسلام للرجل الحر المسلم كانت ستة آلاف درهم (أو ما يعادلها من الذهب أو الإبل)، لكن النبي ﷺ زادها في هذه الحالة إلى الضعف؛ لأن القتيل من بني عدي وكان من الأعزاء أو ذوي المكانة في قومه، أو لأن الجريمة كانت بشعة أو فيها اعتبارات خاصة.
وهذا يدل على أن الدية قد تزيد عن القدر الأساسي في بعض الحالات، خاصة إذا كان القتيل من ذوي المنزلة أو كانت الجناية عظيمة، وذلك تحقيقًا للعدل والتعويض المناسب لأهل المقتول.

3. الدروس المستفادة:


● مرونة الشريعة: الشريعة الإسلامية تراعي الظروف والأحوال، فالدية ليست مقدارًا ثابتًا في كل حال، بل قد تزيد أو تنقص حسب الظروف.
● العدل والتعويض: زيادة الدية هنا تحقيق للعدل والتعويض المناسب لعائلة المقتول، خاصة إذا كان القتيل من ذوي المكانة أو كانت الجريمة فظيعة.
● حقوق الإنسان: الإسلام يهتم بحقوق الإنسان حتى بعد موته، ويضمن لأهله تعويضًا عادلًا.
● سلطة ولي الأمر: للإمام أو الحاكم أن يزيد في الدية أو ينقصها حسب المصلحة والعدل، كما فعل النبي ﷺ هنا.

4. معلومات إضافية:


- الدية في الإسلام تختلف حسب جنس المقتول (رجل أو امرأة) ودينه (مسلم أو ذمي)، والأصل فيها أن دية الرجل المسلم كاملة وهي ستة آلاف درهم أو ما يعادلها.
- هذا الحديث يدل على أن الدية قد تزيد في حالات خاصة، وهذا من رحمة الإسلام وعدله.
- ينبغي أن يُفهم هذا الحديث في إطار القواعد العامة للدية في الفقه الإسلامي، وأن زيادة الدية هنا كانت لاعتبارات خاصة، وليست قاعدة عامة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى سنن النبيين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٥٣٦) والتِّرمذيّ (١٣٨٨) والنسائي (٤٨٠٣) وابن ماجة (٢٦٢٩ - ٢٦٣٢) كلّهم من حديث محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال الترمذيّ: «لا نعلم أحدًا يذكر في هذا الحديث عن ابن عباس غير محمد بن مسلم».
وقال أبو داود: «رواه ابن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة عن النَّبِيّ ﷺ. ولم يذكر ابن عباس» أي مرسلًا.
قال الأعظمي: هذه الرواية وصلها الترمذيّ (١٣٨٩) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة فذكره. وكذلك رواه النسائيّ (٤٨٠٤) عن محمد بن ميمون، قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن
عمرو، عن عكرمة سمعناه مرة يقول: عن ابن عباس أن النَّبِيّ ﷺ قضى باثني عشر ألفا في الدية».
ورواه الدَّارقطنيّ (٣/ ١٣٠) وقال فيه محمد بن ميمون: وإنما قال لنا فيه: عن ابن عباس مرة واحدة، وأكثر من ذلك يقول: عن عكرمة، عن النَّبِيّ ﷺ.
وقال الترمذيّ في «العلل الكبير» (٢/ ٥٧٧): «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: سفيان بن عيينة يقول: عمرو بن دينار عن عكرمة، عن النَّبِيّ ﷺ مرسلًا. وكأن حديث ابن عيينة عنده أصح». وكذا رجّح أيضًا أبو حاتم المرسل. «العلل» (١/ ٤٦٣).
قال الترمذيّ بعد أن ذكر حديث ابن عباس: «والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم. وهو قول أحمد. ورأى بعض أهل العلم الدية عشرة آلاف. وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة. وقال الشافعي: «لا أعرف الدية إِلَّا من الإبل وهي مائة من الإبل». انتهى.
قال الأعظمي: وقال الشافعي أيضًا: فإن عدمت الإبل فيعدل إلى ألف دينار، أو اثني عشر ألف درهم، أو إلى قيمة الإبل حين القبض زائدة وناقصة.
وأمّا مالك فكان يجعلها في الإبل، وفي الدنانير وفي الدراهم. وكذلك قول أبي حنيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ديته اثني عشر ألفا

  • 📜 حديث: ديته اثني عشر ألفا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ديته اثني عشر ألفا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ديته اثني عشر ألفا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ديته اثني عشر ألفا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب