حديث: يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا عضّ رجلًا فوقعت ثناياه فلا دية له

عن عمران بن حصين أن رجلًا عض يد رجل فنزع يده من فمه فوقعت ثنيتاه،
فاختصموا إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: يعض أحدكم أخاه كما يعضّ الفحل، لا دية له».
وفي لفظ: فرفع إلى النَّبِيّ ﷺ فأبطله، وقال: «أردت أن تأكل لحمه؟ !».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الديات (٦٨٩٢) ومسلم في القسامة (١٨: ١٦٧٣) كلاهما من طريق شعبة، حَدَّثَنَا قتادة، قال: سمعت زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين، فذكره.

عن عمران بن حصين أن رجلًا عض يد رجل فنزع يده من فمه فوقعت ثنيتاه،
فاختصموا إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: يعض أحدكم أخاه كما يعضّ الفحل، لا دية له».
وفي لفظ: فرفع إلى النَّبِيّ ﷺ فأبطله، وقال: «أردت أن تأكل لحمه؟ !».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً بحسب الطريقة التي طلبتها، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، وهو صحابي جليل، أن رجلاً عض يد رجل آخر، فلما نزع المعضوض يده من فم العاض، سقطت ثنيتا العاض (أي أسنانه الأمامية)، فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
### ثانياً. شرح المفردات
● عض يد رجل: قَبَضَ عليها بأسنانه.
● فنزع يده من فمه: سحب المعضوض يده بقوة من فم العاض.
● فوقعت ثنيتاه: سقطت أسنانه الأمامية (الثنيتان هما السنان في مقدم الفم).
● فاختصموا إلى النبي ﷺ: تقدما بشكواهما إلى رسول الله ليحكم بينهما.
● يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل: يشبه النبي العاض بالفحل (الذكر من الإبل) الذي يعض بعنف وشراسة.
● لا دية له: أي لا حق للعاض في المطالبة بدية أو تعويض عن أسنانه التي سقطت.
● فأبطله: أي رفض النبي دعوى العاض وأبطل حقه في المطالبة بالتعويض.
● أردت أن تأكل لحمه؟!: عبارة توبيخية من النبي للعاض، توحي بشدة فعله وقبحه.
### ثالثاً. شرح الحديث
يصور لنا هذا الحديث موقفاً حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث اعتدى رجل على أخيه بعض يده بعنف، وعندما حاول المعتدى عليه الدفاع عن نفسه وسحب يده، تسبب ذلك في سقوط أسنان المعتدي.
عندما احتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حكم النبي بعدم أحقية المعتدي (العاض) في أي تعويض عن أسنانه، بل وبخه على فعله المشين، وشبهه بفحل الإبل الذي يعض بعنف وهمجية. والفحل معروف بعنفه وشدة عضه.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- إبطال دعوى المعتدي: من أعظم الدروس في هذا الحديث أن من اعتدى على غيره ثم حصل له ضرر أثناء دفاع المعتدى عليه عن نفسه، فإنه لا يستحق تعويضاً، بل يتحمل نتيجة عدوانه. وهذا من قواعد الشريعة العادلة: "الجرح بالقصاص" أي أن المعتدي يتحمل تبعات عدوانه.
2- تحريم الاعتداء والتشديد فيه: ينبه الحديث إلى تحريم الاعتداء على الآخرين بأي شكل، ويصور فعل العض – وهو من أفعال الحيوانات – بصورة بشعة ومذمومة عندما يصدر من الإنسان.
3- الحكمة النبوية في التربية والتوبيخ: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً مؤثراً في توبيخ المعتدي بقوله: "أردت أن تأكل لحمه؟!" وهذا أسلوب بلاغي رفيع، يصور قبح الفعل ويوقظ ضمير الفاعل.
4- مراعاة جانب المدافع عن نفسه: الشرع الإسلامي يكفل حق الدفاع عن النفس، ولا يلزم المدافع بتعويض المعتدي إذا ما أصابه ضرر أثناء دفاعه المشروع.
5- توضيح حكم الدية في مثل هذه الحالات: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من اعتدى على غيره ثم أصيب بضرر أثناء دفاع المعتدى عليه، فلا دية له ولا أرش (تعويض)، لأنها تعتبر تبعاً لعدوانه.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث أصل من الأصول التي يستند إليها الفقهاء في باب "الجنايات" و"الديات".
- يستدل به العلماء على أن "من اعتدى ثم أصيب فلا قصاص عليه" لأنه هو الذي بدأ بالعدوان.
- فيه دليل على ذم الأخلاق السيئة والتصرفات الحيوانية، وحث على التحلي بمكارم الأخلاق.
- يظهر فيه حرص الإسلام على تحقيق العدل ورفع الظلم، وعدم rewarding المعتدي على عدوانه.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا اتباع سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الديات (٦٨٩٢) ومسلم في القسامة (١٨: ١٦٧٣) كلاهما من طريق شعبة، حَدَّثَنَا قتادة، قال: سمعت زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين، فذكره.
واللّفظ الثاني: رواه مسلم من وجه آخر عن قتادة، به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له

  • 📜 حديث: يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب