حديث: من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من اطلع في بيت قوم فقؤوا عينه فلا دية له

عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله ﷺ: «من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت
قبل أن يؤذن له، فرأى عورة أهله، فقد أتى حدًا لا يحل له أن يأتيه، لو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينيه ما عيّرت عليه. وإن مر الرّجل على باب لا ستر له غير مغلق فنظر، فلا خطيئة عليه، إنّما الخطيئة على أهل البيت».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٧٠٧) عن قُتَيبة، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي عبد الرحمن الحُبْلى، عن أبي ذرّ فذكره.

عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله ﷺ: «من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت
قبل أن يؤذن له، فرأى عورة أهله، فقد أتى حدًا لا يحل له أن يأتيه، لو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينيه ما عيّرت عليه. وإن مر الرّجل على باب لا ستر له غير مغلق فنظر، فلا خطيئة عليه، إنّما الخطيئة على أهل البيت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النصي الذي رواه أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

الحديث:


عن أبي ذر قال: قال رسول الله ﷺ: «من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له، فرأى عورة أهله، فقد أتى حدًا لا يحل له أن يأتيه، لو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينيه ما عيّرت عليه. وإن مر الرّجل على باب لا ستر له غير مغلق فنظر، فلا خطيئة عليه، إنّما الخطيئة على أهل البيت».


1. شرح المفردات:


● كشف سترًا: نزع الغطاء أو الستارة التي تستر الباب أو النافذة.
● أدخل بصره: نظر بتعمق وتفحص.
● قبل أن يؤذن له: قبل أن يأخذ الإذن من أهل البيت.
● عورة أهله: ما يجب ستره من بدن أهل البيت (الزوجة أو المحارم).
● أتى حدًا: ارتكب فعلاً محرماً شديد التحريم.
● فقأ عينيه: أخرج عينيه أو أعماه.
● ما عيّرت عليه: ما لامته أو أنكرت عليه.
● لا ستر له: ليس عليه غطاء أو ستارة.
● غير مغلق: ليس مغلقاً تماماً.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خطورة النظر إلى بيوت الآخرين دون استئذان، وخصوصاً إذا كان البيت له ستار أو غطاء على بابه أو نوافذه. فمن كشف هذا الستر وتعمّق النظر إلى داخل البيت دون إذن، ثم رأى عورة أحد من أهل البيت (كأن يرى امرأة أو رجلاً في حالة لا يريدون أن يطلع عليها أحد)، فقد ارتكب إثماً عظيماً وحرمة كبيرة.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن هذا الفعل شديد الجرم لدرجة أنه لو أن صاحب البيت فقأ عينيه حينئذ – أي أعماه – لما كان له حق الاعتراض أو اللوم، لأنه هو الذي تسبب في ذلك بتعديه على حرمة البيت.
ثم استثنى النبي صلى الله عليه وسلم حالة أخرى، وهي إذا مرّ رجل على باب بيت ليس عليه ستر وأصلاً غير مغلق – أي مفتوح أو غير محكم الإغلاق – فنظر من غير قصد أو دون تعمّد التلصص، فلا إثم عليه في هذه الحالة، لأن الإثم هنا يقع على أهل البيت الذين لم يستروا بيوتهم كما أمر الله ورسوله.


3. الدروس المستفادة:


● حرمة البيوت: للبيوت حرمة عظيمة في الإسلام، ولا يجوز انتهاكها بالنظر أو الدخول دون استئذان.
● الاستئذان: يجب الاستئذان قبل الدخول أو حتى قبل النظر إذا كان البيت له ستار.
● ستر العورات: على المسلم أن يحرص على ستر عورته وعورة أهله، وعدم إظهار ما لا يحل للآخرين رؤيته.
● العقوبة المشروعة: إذا اعتدى إنسان على حرمة بيت غيره بالنظر المحرم، فإن لصاحب البيت حق الدفاع عن حرمته، حتى ولو أدى ذلك إلى إيذاء المعتدي.
● المسؤولية المشتركة: الخطأ في بعض الأحيان لا يقع على المتلصص فقط، بل على أهل البيت إذا لم يحافظوا على ستر بيوتهم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أهمية غض البصر، وهو من الأمور التي حث عليها الإسلام في القرآن والسنة.
- الحديث يربي في المسلم خلق الحياء والاحترام لخصوصيات الآخرين.
- يستفاد من الحديث أن الستر على البيوت من الواجبات، وإهماله قد يكون سبباً في وقوع الآخرين في الإثم.
- هذا الحديث يتوافق مع قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾ [النور: 27].

أسأل الله تعالى أن يعيننا على فهم ديننا والعمل به، وأن يحفظنا من انتهاك حرمات المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٧٠٧) عن قُتَيبة، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي عبد الرحمن الحُبْلى، عن أبي ذرّ فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا إِلَّا من حديث ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن الحُبْلي: اسمه عبد الله بن يزيد.
قال الأعظمي: إسناده حسن وإن ابن لهيعة وإن كان سيء الحفظ، إِلَّا أن رواية العبادلة عنه، أعدل من غيرهم، وألحق بعض أهل العلم قُتَيبة بن سعيد بهم. وهذا منه.
ورواه أحمد (٢١٣٥٩، ٢١٥٧٢) من طرق أخرى عن ابن لهيعة بعضه مختصرًا.
وقوله: «أتى حدًّا». أي يستحق أن يعزر، لأنه أتى أمرًا منكرًا، لا يحل له أن يأتيه. وقوله: ما عيّرت عليه. وفي مسند أحمد: لهدرتْ: أي لا دية عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له

  • 📜 حديث: من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب