حديث: تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تبدئة أهل الدم في القسامة

عن بُشير بن يسار مولى بني حارثة الأنصاريين أخبر، وكان شيخا كبيرًا فقيها، وكان قد أدرك من أهل داره من بني حارثة من أصحاب النَّبِيّ ﷺ رجالًا منهم: رافع بن خديج، وسهل بن أبي حثمة، وسويد بن النعمان، حدثوه أن القسامة كانت فيهم في بني حارثة بن الحارث في رجل من الأنصار يُدعى عبد الله بن سهل قُتل بخيبر. وإن رسول الله ﷺ قال لهم: «تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم» أو قال: «صاحبكم» قالوا: يا رسول الله! ما شهدنا ولا حضرنا، فزعم بُشير أن رسول الله ﷺ قال لهم: «فتُبرئكم يهود بخمسين» فذكره.

حسن: رواه البيهقيّ (٨/ ١١٩) من طريق يعقوب بن سفيان، ثنا ابن أبي أويس، حَدَّثَنِي أبي، عن يحيى بن سعيد، أن بُشير بن يسار أخبره فذكره.

عن بُشير بن يسار مولى بني حارثة الأنصاريين أخبر، وكان شيخا كبيرًا فقيها، وكان قد أدرك من أهل داره من بني حارثة من أصحاب النَّبِيّ ﷺ رجالًا منهم: رافع بن خديج، وسهل بن أبي حثمة، وسويد بن النعمان، حدثوه أن القسامة كانت فيهم في بني حارثة بن الحارث في رجل من الأنصار يُدعى عبد الله بن سهل قُتل بخيبر. وإن رسول الله ﷺ قال لهم: «تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم» أو قال: «صاحبكم» قالوا: يا رسول الله! ما شهدنا ولا حضرنا، فزعم بُشير أن رسول الله ﷺ قال لهم: «فتُبرئكم يهود بخمسين» فذكره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن بُشير بن يسار مولى بني حارثة الأنصاريين أخبر، وكان شيخا كبيرًا فقيها، وكان قد أدرك من أهل داره من بني حارثة من أصحاب النَّبِيّ ﷺ رجالًا منهم: رافع بن خديج، وسهل بن أبي حثمة، وسويد بن النعمان، حدثوه أن القسامة كانت فيهم في بني حارثة بن الحارث في رجل من الأنصار يُدعى عبد الله بن سهل قُتل بخيبر. وإن رسول الله ﷺ قال لهم: «تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم» أو قال: «صاحبكم» قالوا: يا رسول الله! ما شهدنا ولا حضرنا، فزعم بُشير أن رسول الله ﷺ قال لهم: «فتُبرئكم يهود بخمسين» فذكره.


1. شرح المفردات:


● بُشير بن يسار: راوي الحديث، وهو ثقة فقيه من التابعين.
● مولى بني حارثة: أي من مواليهم (حلفاء أو معتوقيهم).
● القسامة: حلف بالله على نفي التهمة في قضية القتل عند عدم وجود بينة كافية.
● خمسين: أي يمينًا من خمسين رجلاً.
● تستحقون قاتلكم: تحصلون على حقكم من القاتل بالدية أو القصاص.
● تُبرئكم يهود: أي تحلف اليهود خمسين يمينًا لتبرئة أنفسهم من التهمة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة مقتل عبد الله بن سهل الأنصاري في خيبر، حيث وجد مقتولاً ولم يُعرف قاتله. فجاء أهل المقتول (بني حارثة) إلى النبي ﷺ يطلبون تحقيق العدالة.
فأمرهم النبي ﷺ أن يحلفوا خمسين يمينًا (أي يحلف خمسون رجلاً من قبيلتهم) على أنهم يعتقدون أن اليهود هم الذين قتلوا صاحبهم. فإذا حلفوا، استحقوا الدية من اليهود (لأن خيبر كانت تحت سيطرة اليهود آنذاك).
ولكنهم ترددوا في الحلف لأنهم لم يشهدوا الواقعة، فقال النبي ﷺ: إذن فليحلف اليهود خمسين يمينًا أنهم لم يقتلوه، فإذا حلفوا برئوا من الدية.


3. الدروس المستفادة:


● شرعية القسامة: وهي حكم شرعي ثابت في الإسلام عند الاشتباه في القتل دون بينة قاطعة.
● العدل والرحمة: حرص النبي ﷺ على إحقاق الحق مع مراعاة حال الناس وعدم تحميلهم ما لا يطيقون.
● التثبت واجتناب الظلم: رفض الأنصار الحلف دون يقين، مما يدل على ورعهم وخوفهم من الله.
● حكمة التشريع: شرع الله القسامة لحل النزاعات عند فقدان الأدلة المادية، حفظًا للحقوق ودرءًا للفتن.


4. معلومات إضافية:


- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- القسامة مشروعة بالإجماع عند أهل السنة، وهي من خصائص الشريعة الإسلامية في تحقيق العدالة.
- الفقهاء اختلفوا في تفاصيلها (عدد الأيمان، وشروطها)، لكن أصلها ثابت.
- القصة تدل على عدل النبي ﷺ وحكمته في فض النزاعات بين المسلمين واليهود.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجعلنا من المتقين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقيّ (٨/ ١١٩) من طريق يعقوب بن سفيان، ثنا ابن أبي أويس، حَدَّثَنِي أبي، عن يحيى بن سعيد، أن بُشير بن يسار أخبره فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي أويس هو إسماعيل بن عبد الله بن أوس بن مالك الأصبحي ضعَّفه النسائيّ ومشاه الآخرون، وهو حسن الحديث.
وأبوه عبد الله بن عبد الله بن أوس الأصبحي مختلف فيه أيضًا وهو مثله حسن الحديث، أو دونه.
قال البيهقيّ: ورواه سفيان بن عيينة، عن يحيى فخالف الجماعة في لفظه.
يعني أنه ذكر في حديثه تبدئة اليهود وقال النَّبِيّ ﷺ للأنصاريين: «أفتُبرئكم يهود بخمسين يمينا يحلفون أنهم لم يقتلوه».
رواه مسلم (١٦٦٩: ٢) عن عمرو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان ح وحدثنا محمد بن المثنى حَدَّثَنَا عبد الوهّاب الثقفي جميعًا - عن يحيى بن سعيد، عن بُشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة بنحو حديثهم. ولم يسق لفظ الحديث. مع أن لفظه يخالف لفظ حديث الجماعة في تبدئة القسم. وقد أشار الشافعي إلى أن ابن عيينة كان لا يثبت: أقدّم النَّبِيّ ﷺ الأنصاريين في الأيمان أو يهود. فيقال في الحديث: أنه قدم الأنصاريين فيقول: فهو ذاك أو ما شابه هذا. ذكره البيهقيّ.
وهو كما قال الشافعيّ، فقد رواه النسائيّ (٤٧١٧) عن محمد بن منصور، قال: حَدَّثَنَا سفيان بإسناده وفيه تبدئة الأيمان من الأنصاريين.
فظهر منه أن سفيان بن عيينة لم يثبت على لفظ واحد، ومسلم وقف على لفظ عمرو الناقد عن سفيان مثل لفظ الجماعة، ولذا لم يسقه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم

  • 📜 حديث: تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب