حديث: نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في ذكر الأوعية التي نهي أن ينتبذ فيها
حسن: رواه أحمد (٢٠٨١٦)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢١٥) كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، عن وقاء بن إياس، عن علي بن ربيعة، عن سمرة بن جندب قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، فيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباذ في الدباء والمزفت، وهو من الأحاديث التي تتعلق بآداب الشرب والتحذير من وسائل الإسكار.
1. شرح المفردات:
● الدباء: هو القرع اليابس (اليقطين) الذي يُجفف ويُتخذ منه وعاءً للشرب أو حفظ السوائل.
● المزفت: هو الوعاء المطلي بالزفت أو القار (مادة سوداء تُستخرج من النفط أو الأشجار) لتسديد مسامه ومنع تسرب السوائل منه. ويشمل أيضاً الأوعية المصنوعة من الفخار المُدهون بالزفت.
2. شرح الحديث:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباذ (وهو نقع التمر أو الزبيب في الماء ليتخمر ويصبح شراباً) في أوعية الدباء والمزفت، وذلك لأن هذه الأوعية تُسرع في تخمر الشراب وتحوله إلى مسكر بسبب طبيعة موادها المسامية أو المغطاة بمواد كيميائية تساعد على التخمر السريع. والنهي هنا تحريم؛ لأن الوسيلة إلى الحرام حرام، وهذه الأوعية تُعد وسيلة سريعة لتخمر الشراب وتحوله إلى خمر محرم.
3. الدروس المستفادة:
- تحريم كل ما يؤدي إلى الإسكار أو يساعد في صنع الخمر، سواء كان في الوعاء أو طريقة الصنع.
- النهي عن استخدام الأوعية التي تُسرع التخمر وتجعل الشراب قابلاً لأن يصبح مسكراً بسرعة.
- التشديد في سد الذرائع إلى المحرمات، فما كان وسيلة إلى حرام فهو حرام.
- حرص الشريعة على صحة الإنسان وعقله، وحمايته من كل ما يفسد عليه دينه ودنياه.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "سد الذرائع" وهو أصل مهم في الشريعة الإسلامية.
- النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية خاص بمن يتخمر شرابه غالباً، أما إذا كان لا يتخمر كأن يشربه في يومه فلا بأس، لكن النهي عام للتحريم احتياطاً.
- بعض العلماء يرى أن النهي للكراهة وليس للتحريم إذا كان لا يتخمر، ولكن الراجح التحريم مطلقاً سداً للذريعة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل وقاء بن إياس فإنه مختلف فيه، فضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: «صالح»، وقال ابن عدي: «حديثه ليس بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به»، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الهيثمي: «وفيه وقاء بن إياس وثقه أبو حاتم، وابن حبان والثوري، وضعفه غيرهم، وبقية رجاله ثقات».
وفي الباب عن عبد العزيز بن أسيد الطاحي قال: سئل ابن الزبير عن نبيذ الجر، قال: نهانا عنه رسول الله ﷺ».
رواه النسائي (٥٦١٨)، وأحمد (١٦٠٩٨)، وأبو يعلى (٦٨٠٩) كلهم من طريق أبي سلمة سعيد بن يزيد قال: سمعت عبد العزيز بن أسيد الطاحي .. فذكره.
وفي إسناده عبد العزيز بن أسيد الطاحي البصري انفرد بالرواية عنه سعيد بن يزيد كما في الميزان (٢/ ٦٢٣)، وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ١٢٥) وزاد من روى عنه: حماد بن زيد! لكن جزم الذهبي - كما سبق - بتفرد سعيد بن يزيد عنه، ولذلك لم يذكر المزي في تهذيب الكمال سواه، وبقية رجاله ثقات.
وفي معناه رُوي عن عبد الرحمن بن يعمر، عن النبي ﷺ: «أنه نهى عن الدّباء والمزفت».
رواه النسائي (٥٦٢٨)، وابن ماجه (٣٤٠٤)، والترمذي في العلل الكبير (٢/ ٧٨٧) كلهم من طريق شبابة بن سوّار، عن شعبة، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر قال .. فذكره.
ورجاله ثقات غير أنه مُعلٌّ، قال الترمذي عقبه:
سألت محمدًا فقال: «هذا حديث شبابة، عن شعبة، لم يعرفه إلا من حديث شبابة قال محمد ولا يصح هذا الحديث عندي».
ورواه الترمذي في علله الصغير في آخر الجامع من هذا الوجه ثم قال: «هذا حديث غريب من قبل إسناده، لا نعلم أحدا حدث به عن شعبة غير شبابة، وقد روي عن النبي ﷺ من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت وحديث شبابة إنما يستغرب لأنه تفرد به عن شعبة. وقد روي شعبة وسفيان الثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر، عن النبي ﷺ أنه قال: «الحج عرفة«فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد». ا. وقال أبو حاتم: «هذا حديث منكر لم يروه غير شبابة، ولا يعرف له أصل». العلل (٢/ ٢٧).
وفي الباب عن عائشة أم المؤمنين قالت: «نُهيتم عن الدباء، نهيتم عن الحتم، نهيتم عن المزفت، ثم أقبلت على النساء فقالت: إياكن والجرّ الأخضر، وإن أسكركن ماءُ حبّكن فلا تشربنه».
رواه النسائي (٥٦٨١) عن سويد بن نصر، أخبرنا عبد الله، عن علي بن المبارك، حدّثنا كريمة بنت همام، أنها سمعت عائشة، .. فذكرته.
وفيه كريمة بنت همام البصرية لم يذكر فيه توثيق ولا تجريح. وقد روي عنها جمع من الثقات؛ لذا قال الحافظ: «مقبولة» يعني حيث تتابع، ولم أجد لها متابعا.
وبقية رواته ثقات، عبد الله هو: ابن المبارك.
وفي الباب أيضا عن سويد بن مقرّن قال: «أتيتُ رسول الله ﷺ بنبيذ في جر، فسألته عنه، فنهاني عنه، فأخذتُ الجرة فكسرتُها».
رواه أحمد (١٥٧٠٤) عن محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي حمزة قال: سمعت هلالا رجلا من بني مازن يحدث عن سويد بن مقرن .. فذكره.
ورجاله ثقات غير هلال المازني فلم يوثقه غير ابن حبان، وهو معروف بتساهله في توثيق المجاهيل.
وأما قول الهيثمي في المجمع (٥/ ٥٧): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا هلال المزني وهو ثقة».
فهو على مذهبه في الاعتماد على توثيق ابن حبان.
وأما ما روي عن عائشة أنها قالت: «أتعجز إحداكن أن تتخذ كل عام من جلد أضحيتها سقاء؟ ثم قالت: نهى رسول الله ﷺ أن يُنبذ في الجر، وفي كذا، وفي كذا، إلا الخل». ففيه جهالة.
رواه ابن ماجه (٣٤٠٧) عن سويد بن سعيد، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: حدثتني رُميثة، عن عائشة .. فذكرته. ورُميثة هذه لا تعرف، وقد جهّلها الحافظان الذهبي وابن حجر.
قال الأعظمي: وقد اختلف علي سليمان بن طرخان في اسمها فرُوي عنه هكذا.
ورواه عبد الرزاق (١٦٩٦٤) من هذا الوجه فقال: «أميمة».
ورواه أحمد (٢٤٦٧٦) عن عبد الوهاب الخفاف، عن سليمان التيمي قال: حدثتني أُمينة، عن عائشة.
ولعل بعضه لحقه التصحيف، وبكل حال فهذا مما يؤكد جهالة حالها وعينها.
وعليه فقول الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ١٠٨): «إسناده حسن» ليس بحسن.
كان النهي عن الأوعية سدًّا للذريعة؛ لأن الانتباذ في هذه الأوعية أسرع إلى الفساد والاشتداد حتى يصير مسكرًا، فلما قالوا: لا نجد بدًّا من الانتباذ في هذه الأوعية فأجاز لهم بذلك، وأكد لهم أن كل مسكر حرام.
فوقع النسخ في النهي عن الانتباذ في الأوعية المذكورة دون وقوع النسخ في الإسكار كما سيأتي. انظر للمزيد: المنة الكبرى (٧/ ٣٧١ - ٣٧٣).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 100 من أصل 147 حديثاً له شرح
- 75 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت
- 76 نهي النبي عن الانتباذ في الدباء والحنتم والمزفت والنقير
- 77 نهى رسول الله ﷺ عن النبذ في الدباء والمزفت
- 78 لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت
- 79 نهي النبي عن المزفت والحنتم والنقير
- 80 نهي النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 81 نهى النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 82 نهي النبي ﷺ عن النقير والمزفت والدباء
- 83 ينبذ في الدباء والمزفت
- 84 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة
- 85 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء
- 86 البُسر وحده يكرهه ابن عباس
- 87 النهي عن الدباء والحنتم والمزفت
- 88 لا تنبذوا في الدباء ولا في المزفت ولا في الحنتم
- 89 نهي النبي ﷺ عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير.
- 90 نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 91 نهى رسول الله ﷺ عن نبيذ الجر
- 92 نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم
- 93 شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت
- 94 نهى النبي عن الجر الأخضر
- 95 لا تنبذوا في الجر
- 96 تحريم نبيذ الجر: كل شيء يصنع من المدر
- 97 نهى النبي ﷺ عن نبيذ الجر والدباء
- 98 نهى رسول الله عن الجرار والدباء والظروف المزفتة
- 99 لم أسمع من رسول الله ﷺ في نبيذ الجر شيئًا
- 100 نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
- 101 نهى رسول الله ﷺ عن الظروف فقالت الأنصار إنه لا...
- 102 نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت
- 103 أم أسيد تبل التمر للنبي وتتخذه له سويقا
- 104 ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ...
- 105 ظرف لا يحل شيئًا ولا يحرّمه، وكل مسكر حرام
- 106 نهي النبي عن النبيذ إلا في سقاء
- 107 لا تشربوا إلا فيما أوكيتم عليه
- 108 إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام
- 109 إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة
- 110 نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه
- 111 كل مسكر حرام، ما أسكر كثيره فقليله حرام
- 112 كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة
- 113 كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا...
- 114 نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها
- 115 كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه
- 116 ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه
- 117 انبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل
- 118 يشرب نبيذا فوق ثلاث
- 119 ألا خمّرته ولو تعرض عليه عودًا
- 120 ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا
- 121 عن أنس قال: لقد سقيت رسول الله ﷺ بقدحي هذا...
- 122 شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر
- 123 لا تشربوا في الدباء ولا في المزفت ولا في النقير
- 124 لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم
معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








