حديث: ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ترخيص النبي ﷺ في الأوعية والظروف واجتناب المسكر
وزاد في رواية: «ونهى رسول الله ﷺ عن الدباء والنقير والمزفت».
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (١٩٩٩: ٦٢) من طريق زهير بن أبي خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين:
نص الحديث:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كان يُنتبذ لرسول الله ﷺ في سقاء، فإذا لم يجدوا سقاء نُبذَ له في تور من حجارة، فقال بعضُ القوم - وأنا أسمع لأبي الزبير -: من بِرام؟ قال: من برام».
وزاد في رواية: «ونهى رسول الله ﷺ عن الدباء والنقير والمزفت».
1. شرح المفردات:
● يُنتبذ: يُصنع له النبيذ (وهو هنا نبيذ التمر أو الزبيب المسموح به قبل أن يصير مسكراً).
● السقاء: وعاء من الجلد يُخزن فيه السوائل.
● نُبذَ له: صُنع له النبيذ.
● التور: إناء صغير يشبه القصعة يصنع من الحجر.
● بِرام: جمع بِرْمَة، وهي الأواني المصنوعة من الحجر.
● الدباء: القرع اليابس الذي يُجفف ويتخذ وعاءً.
● النقير: أصل النخلة يُنقر ويُتخذ وعاءً.
● المزفت: الإناء المطلي بالزفت أو القار.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يتناول أمرين:
الأول: بيان كيفية صنع النبيذ الحلال (غير المسكر) لرسول الله ﷺ.
كان الصحابة يصنعون له النبيذ في السقاء (أوعية الجلد) لأنها لا تؤثر في طعم الشراب ولا تُسرع تخمره. فإن لم يوجد سقاء، استعملوا التور (إناء حجري) لأنه مشابه للسقاء في عدم التأثير على طعم الشراب أو تسريع إسكاره.
وقول الراوي: "من برام؟ قال: من برام" يعني أن التور الحجري هو نوع من البرام (الأواني الحجرية)، فكأن السائل استفسر عن معنى "التور"، فأجيب بأنه من البرام.
الثاني: النهي عن الانتباذ (صنع النبيذ) في أوعية معينة.
نهى رسول الله ﷺ عن الانتباذ في:
● الدباء (القرع المجفف): لأنه سريع التخمر.
● النقير (جذع النخلة المنقور): لأنه يخزن الرواسب ويسرع الإسكار.
● المزفت (المطلي بالزفت): لأن الطلاء يساعد على تخمر الشراب بسرعة.
والحكمة من النهي أن هذه الأوعية تُسرع تخمر النبيذ وتحوله إلى مسكر، فنهى عنها النبي ﷺ سداً لذريعة الوقوع في المحرم.
3. الدروس المستفادة:
1- جواز صنع النبيذ الحلال (قبل أن يصير مسكراً) للشرب والانتفاع.
2- تحريم كل شراب أسكر كثيره فقليله حرام، ولذا نهى النبي ﷺ عن الأوعية التي تسرع الإسكار.
3- سد الذرائع إلى المحرمات من أعظم مقاصد الشريعة، فنهى عن الأوعية التي تفضي إلى الخمر.
4- مراعاة الوسائل والآلات في العبادات والعادات، فما يؤدي إلى محرم فهو محرم.
5- حكمة النبي ﷺ في التربية، حيث لم ينه عن الشرب مباشرة، بل عن الأوعية المفضية إليه.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
- الانتباذ الجائز هو ما كان من تمر أو زبيب يُنقع في الماء ليشرب قبل أن يغلي أو يصير مسكراً (عادة خلال يوم أو يومين).
- إذا غلي النبيذ أو تغير طعمه وأسكر، فهو حرام بالإجماع.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث تحريم تخزين السوائل في الأوعية التي تسرع فسادها أو تخمرها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
والرواية الأخرى للنسائي (٥٦٤٨) من وجه آخر عن أبي الزبير بإسناد صحيح.
قوله: «من برام» جمع بُرْمة، وهي في الأصل المتخذة من الحجر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 104 من أصل 147 حديثاً له شرح
- 79 نهي النبي عن المزفت والحنتم والنقير
- 80 نهي النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 81 نهى النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 82 نهي النبي ﷺ عن النقير والمزفت والدباء
- 83 ينبذ في الدباء والمزفت
- 84 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة
- 85 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء
- 86 البُسر وحده يكرهه ابن عباس
- 87 النهي عن الدباء والحنتم والمزفت
- 88 لا تنبذوا في الدباء ولا في المزفت ولا في الحنتم
- 89 نهي النبي ﷺ عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير.
- 90 نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 91 نهى رسول الله ﷺ عن نبيذ الجر
- 92 نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم
- 93 شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت
- 94 نهى النبي عن الجر الأخضر
- 95 لا تنبذوا في الجر
- 96 تحريم نبيذ الجر: كل شيء يصنع من المدر
- 97 نهى النبي ﷺ عن نبيذ الجر والدباء
- 98 نهى رسول الله عن الجرار والدباء والظروف المزفتة
- 99 لم أسمع من رسول الله ﷺ في نبيذ الجر شيئًا
- 100 نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
- 101 نهى رسول الله ﷺ عن الظروف فقالت الأنصار إنه لا...
- 102 نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت
- 103 أم أسيد تبل التمر للنبي وتتخذه له سويقا
- 104 ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ...
- 105 ظرف لا يحل شيئًا ولا يحرّمه، وكل مسكر حرام
- 106 نهي النبي عن النبيذ إلا في سقاء
- 107 لا تشربوا إلا فيما أوكيتم عليه
- 108 إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام
- 109 إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة
- 110 نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه
- 111 كل مسكر حرام، ما أسكر كثيره فقليله حرام
- 112 كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة
- 113 كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا...
- 114 نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها
- 115 كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه
- 116 ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه
- 117 انبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل
- 118 يشرب نبيذا فوق ثلاث
- 119 ألا خمّرته ولو تعرض عليه عودًا
- 120 ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا
- 121 عن أنس قال: لقد سقيت رسول الله ﷺ بقدحي هذا...
- 122 شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر
- 123 لا تشربوا في الدباء ولا في المزفت ولا في النقير
- 124 لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم
- 125 صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق
- 126 اشربوا في سقاء أحدكم غير مسكر
- 127 نهى النبي عن الزبيب والتمر والبسر والرطب
- 128 نهي النبي عن الجمع بين التمر والزبيب في النبيذ
معلومات عن حديث: ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور
📜 حديث: ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








