نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت

حديث: نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت

عن عبد الله بن عمرو قال: لما نهى النبي ﷺ عن الأسقية، قيل للنبي ﷺ: ليس كل الناس يجدُ سقاءً، فرخّص لهم في الجر غير المزفت.

متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (٥٥٩٣)، ومسلم في الأشربة (٢٠٠٠: ٦٦) كلاهما من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض، عن عبد الله بن عمرو قال .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله أهمية في بيان سماحة الإسلام ومرونته في التشريع، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● نهى: منع وحظر.
● الأسقية: جمع سقاء، وهو وعاء من جلد يُخزَّن فيه الماء أو السوائل، وغالبًا ما يكون من جلد الميتة إذا لم يُدبغ.
● يَجِدُ: يقدر على الحصول أو يملك.
● رَخَّصَ: أباح وأجاز بعد المنع.
● الجَرّ: إناء من فخار أو خزف.
● غير المزفت: الذي لم يُطلى بالقار أو الزفت (مادة سوداء تُستخرج من النفط تُطلى بها الأواني لسد مسامها).

2. شرح الحديث:

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن استخدام الأسقية (أوعية الجلد) لخزن الماء أو الشراب، وذلك لأنها إذا كانت من جلد الميتة (الذي لم يُدبغ) فإنها تُغيّر طعم الماء وتُفسده، وقد تكون مستقذرة أو نَجِسة إذا كان الجلد من ميتة لا تُؤكل، فنهى عنها تحرزًا من النجاسة أو الضرر.
فلما قيل له: "ليس كل الناس يجد سقاء" أي أن بعض الناس لا يقدرون على الحصول على أوعية جلدية نظيفة أو مباحة (مثل تلك المصنوعة من جلد مأكول اللحم ومُدبغ)، بل قد يضطرون إلى استخدام أوعية رديئة أو مشكوك في طهارتها، فَرَخَّصَ لهم النبي صلى الله عليه وسلم في استخدام "الجَرّ غير المزفت"، أي الأواني الفخارية التي لم تُطْلَ بالقار (الزفت)، لأن طلاءها بالقار قد يُغيّر طعم الماء أو يُكسبه رائحة كريهة، أو لأنه قد يكون ضارًا بالصحة.
فالنهي عن الأسقية كان للتحرز من النجاسة أو الضرر، والإباحة للجَر غير المزفت كانت للتيسير على الناس ورفع الحرج، مع اشتراط أن يكون غير مطلوب بالقار ليكون أنقى وأطهر.

3. الدروس المستفادة منه:

● مرونة التشريع الإسلامي ورفع الحرج: الإسلام دين يسر لا عسر، وهذا الحديث نموذج للتيسير على الناس عند الحاجة أو الضرورة.
● مراعاة أحوال الناس: النبي صلى الله عليه وسلم لم يُصر على المنع حين رأى حاجة الناس، بل رخّص لهم بما هو أنفع وأطهر.
● الاهتمام بالطهارة والصحة: النهي عن الأسقية والترخيص في الجر غير المزفت يدل على عناية الإسلام بنقاء الطعام والشراب وبُعده عن المواد الضارة أو النجسة.
● الأخذ بالرخصة عند الحاجة: لا حرج على المسلم أن يأخذ بالرخصة الشرعية عندما تكون هناك حاجة أو مشقة.
● تفقُّد أحوال الأمة: القائد الحكيم هو الذي يستمع لشكوى الناس ويُخفف عنهم بما يتوافق مع الشرع.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "الرخص الشرعية" وأحاديث التيسير.
- الفقهاء استنبطوا منه أن النهي عن الأسقية كان للكراهة التنزيهية (أي ليس للتحريم المطلق)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص في البديل.
- الجَر غير المزفت يعتبر من الأواني الطاهرة والمباحة، whereas الأواني المطلية بالزفت قد تكره لضررها أو لتغير طعم الماء.
- الحديث يظهر أيضًا حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عند عدم فهم الحكمة من الأمر أو النهي، وهو دليل على حيوية التفاعل مع التشريع.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأشربة (٥٥٩٣)، ومسلم في الأشربة (٢٠٠٠: ٦٦) كلاهما من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض، عن عبد الله بن عمرو قال .. فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت

📜 حديث: نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية