حديث: إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترخيص النبي ﷺ في الأوعية والظروف واجتناب المسكر

عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: «إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية، ألا وإن وعاءً لا يحرّم شيئًا، وكل مسكر حرام».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٤٠٦)، وصححه ابن حبان (٥٤٠٩) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق الأجدع، عن ابن مسعود قال .

عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: «إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية، ألا وإن وعاءً لا يحرّم شيئًا، وكل مسكر حرام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره من أئمة الحديث، هو من الأحاديث العظيمة التي تبين حكمة التشريع الإسلامي ومرونته، وتؤكد على تحريم كل ما يخامر العقل ويذهب به.

شرح الحديث:


النص: عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: «إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية، ألا وإن وعاءً لا يحرّم شيئًا، وكل مسكر حرام».


1. شرح المفردات:


● نبيذ: في اللغة: ما ينبذ من التمر أو الزبيب أو غيرهما في الماء ليصير شرابًا. وأصله من النبذ وهو الطرح والترك. وفي الشرع: هو كل شراب خمر العقل، سواء كان من العنب أو غيره.
● الأوعية: جمع وعاء، وهو الإناء الذي يحفظ فيه الشيء، والمقصود بها هنا أوعية معينة كالظروف المصنوعة من الجلد (الدباء والحنتم والنقير والمزفت).
● يحرّم: أي يحرم الشيء ويجعله محرمًا.
● مسكر: ما غطى العقل وأذهبه، سواء كان قليلاً أو كثيرًا.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث تطورًا في التشريع، حيث كان قد نهى الصحابة في بداية الأمر عن الانتباذ (أي نقع التمر أو الزبيب في الماء ليتخمر ويصير شرابًا) في أوعية معينة، وهي:
● الدباء: القرع اليابس.
● الحنتم: الأواني الخضراء المصنوعة من الفخار.
● النقير: أوانٍ من الخشب ينقر من وسطه.
● المزفت: الأواني المطلية بالقار أو الزفت.
وكان النهي عن هذه الأوعية لأنها تسرع في تخمر الشراب وتحوله إلى خمر، فنهى عنها النبي ﷺ سدًا للذريعة، وخوفًا من أن يتساهل الناس في شرب الخمر.
ثم بين النبي ﷺ أن التحريم ليس للوعاء نفسه، بل للخمرة التي تنتج عنه، فقال: «ألا وإن وعاءً لا يحرّم شيئًا»، أي أن الوعاء مجرد وعاء، وليس هو المحرم بذاته، بل المحرم هو ما فيه من شراب مسكر.
ثم أكد على الحكم العام الثابت الذي لا يتغير، فقال: «وكل مسكر حرام»، أي أن كل شراب أسكر كثيره فقليله حرام، سواء كان من العنب أو التمر أو الشعير أو غيرها، وسواء كان في وعاء مباح أو ممنوع.


3. الدروس المستفادة:


1- مرونة الشريعة الإسلامية: حيث ينسخ الله ورسوله بعض الأحكام بما هو أنفع للعباد، وهذا من رحمة الله بعباده.
2- سد الذرائع: نهى النبي ﷺ عن الانتباذ في تلك الأوعية خوفًا من الوقوع في المحرم، وهذا من سد الذرائع إلى الحرام.
3- الحكمة من التشريع: بيان أن العبرة بالحقائق والمقاصد، وليس بالأشكال والظواهر، فالمحرم هو الخمر وليس الوعاء.
4- تحريم كل مسكر: يؤكد الحديث على تحريم كل ما أسكر، سواء كان خمرًا أو مخدرًا أو غير ذلك، لقوله ﷺ: «كل مسكر حرام».
5- التدرج في التشريع: حيث بدأ النبي ﷺ بالنهي عن أوعية معينة ثم بين الحكم العام، وهذا أسلوب حكيم في التربية والتشريع.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في تحريم كل ما يذهب العقل، سواء كان شرابًا أو غيره.
- يؤخذ منه أن العبرة بحقيقة الشيء لا بشكله، فلو شرب الإنسان شرابًا مسكرًا في وعاء مباح فهو حرام، ولو شرب شرابًا مباحًا في وعاء ممنوع فهو حلال.
- فيه رد على من يتساهل في شرب القليل من الخمر أو المخدرات، لقوله ﷺ: «ما أسكر كثيره فقليله حرام».

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*والله أعلم.*
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٤٠٦)، وصححه ابن حبان (٥٤٠٩) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق الأجدع، عن ابن مسعود قال .. فذكره.
ومن هذا الوجه رواه الحاكم (١/ ٣٧٥) وزاد في أوله: «إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، وأكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث». وإسناده حسن من أجل أيوب بن هانئ الكوفي فإنه مختلف فيه
غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وحسّن إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ١٠٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 108 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام

  • 📜 حديث: إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب