حديث: نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترخيص النبي ﷺ في الأوعية والظروف واجتناب المسكر

عن طلق بن علي قال: جلسنا عند النبي ﷺ فجاء وفدُ عبد القيس، فقال: «ما لكم قد اصفرت ألوانكم، وعظمت بطونكم، وظهرت عروقكم؟» قال: قالوا: أتاك سيدنا فسألك عن شراب كان لنا موافقا فنهيتَه عنه، وكنا بأرض محمة، قال: «فاشربوا ما طاب لكم».

حسن: رواه ابن أبي شيبة (٢٤٣٦٨) عن ملازم بن عمرو، عن عُجيبة بن عبد الحميد، عن عمه قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي قال .

عن طلق بن علي قال: جلسنا عند النبي ﷺ فجاء وفدُ عبد القيس، فقال: «ما لكم قد اصفرت ألوانكم، وعظمت بطونكم، وظهرت عروقكم؟» قال: قالوا: أتاك سيدنا فسألك عن شراب كان لنا موافقا فنهيتَه عنه، وكنا بأرض محمة، قال: «فاشربوا ما طاب لكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره:
الحديث:
عن طلق بن علي قال: جلسنا عند النبي ﷺ فجاء وفدُ عبد القيس، فقال: «ما لكم قد اصفرت ألوانكم، وعظمت بطونكم، وظهرت عروقكم؟» قال: قالوا: أتاك سيدنا فسألك عن شراب كان لنا موافقا فنهيتَه عنه، وكنا بأرض محمة، قال: «فاشربوا ما طاب لكم».


1. شرح المفردات:


● وفد عبد القيس: هم جماعة من قبيلة عبد القيس جاءوا لزيارة النبي ﷺ.
● اصفرت ألوانكم: أي أصبحت وجوههم شاحبة وصفراء بسبب المرض أو الضعف.
● عظمت بطونكم: انتفخت بطونهم بسبب سوء التغذية أو المرض.
● ظهرت عروقكم: بروز العروق في أجسادهم بسبب الهزال والضعف.
● شراب كان لنا موافقا: شراب كان يناسبهم ويجلب لهم المنفعة (والمقصود هنا شراب من التمر أو الشعير كانوا يتناولونه).
● أرض محمة: أرض حارة أو موبوءة بالأمراض (من "الحمى" أي المرض أو الحرارة).


2. شرح الحديث:


جلس الصحابة رضي الله عنهم عند النبي ﷺ، فجاءه وفد من قبيلة عبد القيس، فلما رآهم النبي ﷺ لاحظ تغيرًا في هيئتهم، فسألهم عن سبب اصفرار وجوههم، وانتفاخ بطونهم، وبروز عروقهم، وهي علامات الضعف والمرض.
فأجابوه: إن سيدهم (أي كبيرهم أو زعيمهم) قد أتى النبي ﷺ من قبل وسأله عن شراب كانوا يشربونه في بلادهم (وهو شراب من التمر أو الشعير غير مسكر)، فنهاهم النبي ﷺ عنه خوفًا من أن يفضي بهم إلى شرب الخمر أو لسبب آخر.
ولكن بعد تركهم لهذا الشراب، وهم يعيشون في أرض حارة أو موبوءة بالأمراض، ضعفوا ومرضوا، لأن ذلك الشراب كان يناسب طبيعة أجسادهم ويقويهم.
فلما سمع النبي ﷺ ذلك، أباح لهم شرب ما ينفعهم ويطيب لهم، بشرط ألا يكون مسكرًا أو محرمًا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- رحمة النبي ﷺ بأمته واهتمامه بأحوالهم: حيث لاحظ التغير في هيئتهم وسأل عن سبب ذلك.
2- مراعاة الظروف والضرورات: الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل التحريم، وإذا كان هناك نهي لسبب معين، فإنه يرتفع إذا زال ذلك السبب أو تحققت ضرورة.
3- التيسير ورفع الحرج: الشريعة الإسلامية جاءت للتيسير على الناس وليس للتشديد عليهم، كما قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
4- استشارة أهل العلم في النوازل: حيث إن الوفد جاءوا إلى النبي ﷺ يستفتونه في مشكلتهم، فبين لهم الحل الشرعي.
5- التفريق بين المشروبات المباحة والمحرمة: فالنبي ﷺ لم يبح لهم كل شراب، بل أباح لهم ما طاب ولم يحرمه الشرع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن النهي عن ذلك الشراب كان لسبب معين (وهو خوف الوقوع في المحرم أو لكونه قد يفضي إلى السكر)، فلما زال السبب، رفع النبي ﷺ النهي.
- يؤخذ من الحديث أن الطبيب الحاذق هو الذي ينظر في أحوال المرضى ويصف لهم ما يناسبهم، كما فعل النبي ﷺ معهم.
- ينبغي للمسلم أن يكون فطناً لحال إخوانه، يسأل عنهم ويواسيهم إذا رأى فيهم تغيراً أو مرضاً.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة (٢٤٣٦٨) عن ملازم بن عمرو، عن عُجيبة بن عبد الحميد، عن عمه قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي قال .. فذكره.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني (٨٢٥٦).
وعزاه الهيثمي في المجمع (٥/ ٦٥) للطبراني وقال: «وفيه عُجيبة بن عبد الحميد قال الذهبي: «لا يكاد يعرف«وبقية رجاله ثقات».
قال الأعظمي: قول الذهبي هذا في «الميزان» وأقره عليه الحافظ في «اللسان»، وفاتهما توثيق ابن معين له، كما في رواية عثمان الدارمي عنه (٤٨٨)، ورواه عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ٤٢).
ووثّقه أيضًا العجلي في ثقاته (١١١٣).
وكذا ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٣٠٧) لكنه ظنه امرأة فترجم له بقوله: «عجيبة بنت عبد الحميد بن عقبة بن طلق بن علي الحنفي».
فالإسناد حسن من أجل عجيبة هذا وشيخه قيس بن طلق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه

  • 📜 حديث: نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب