حديث: نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في المدة التي يُشرب فيها النبيذ

عن يحيى أبي عمر النخعي قال: سأل قومٌ ابن عباس عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها، فقال: أمسلمون أنتم؟ قالوا: نعم قال: فإنه لا يصلح بيعها، ولا شراؤها، ولا التجارة فيها، قال: فسألوه عن النبيذ فقال: خرج رسول الله ﷺ في سفر، ثم رجع، وقد نبذ ناس من أصحابه في حناتم، ونقير، ودباء، فأمر به فأهريق، ثم أمر بسقاء، فجعل فيه زبيب وماء، فجعل من الليل، فأصبح، فشرب منه يومه ذلك، وليلته المستقبلة ومن الغد حتى أمسى، فشرب، وسقى فلما أصبح، أمر بما بقي منه فأهريق.

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٤: ٨٣) عن محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبد الله، عن زيد، عن يحيى أبي عمر النخعي قال .

عن يحيى أبي عمر النخعي قال: سأل قومٌ ابن عباس عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها، فقال: أمسلمون أنتم؟ قالوا: نعم قال: فإنه لا يصلح بيعها، ولا شراؤها، ولا التجارة فيها، قال: فسألوه عن النبيذ فقال: خرج رسول الله ﷺ في سفر، ثم رجع، وقد نبذ ناس من أصحابه في حناتم، ونقير، ودباء، فأمر به فأهريق، ثم أمر بسقاء، فجعل فيه زبيب وماء، فجعل من الليل، فأصبح، فشرب منه يومه ذلك، وليلته المستقبلة ومن الغد حتى أمسى، فشرب، وسقى فلما أصبح، أمر بما بقي منه فأهريق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن يحيى أبي عمر النخعي قال: سأل قومٌ ابن عباس عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها، فقال: أمسلمون أنتم؟ قالوا: نعم قال: فإنه لا يصلح بيعها، ولا شراؤها، ولا التجارة فيها، قال: فسألوه عن النبيذ فقال: خرج رسول الله ﷺ في سفر، ثم رجع، وقد نبذ ناس من أصحابه في حناتم، ونقير، ودباء، فأمر به فأهريق، ثم أمر بسقاء، فجعل فيه زبيب وماء، فجعل من الليل، فأصبح، فشرب منه يومه ذلك، وليلته المستقبلة ومن الغد حتى أمسى، فشرب، وسقى فلما أصبح، أمر بما بقي منه فأهريق.


1. شرح المفردات:


● بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها: المقصود بالخمر هنا كل ما خامر العقل وغطاه من المشروبات المسكرة.
● النبيذ: هو ما ينبذ من التمر أو الزبيب في الماء ليصبح شرابًا.
● حناتم: جرار خضراء كانت تستخدم في الجاهلية لشرب الخمر.
● نقير: هو ما ينقر في النخلة فيجعل وعاءً للشراب.
● دباء: القرع اليابس الذي يتخذ وعاءً.
● أهريق: أُريق وأُفريغ على الأرض.
● سقاء: وعاء من الجلد يُحفظ فيه الماء أو الشراب.


2. شرح الحديث:


● الجزء الأول: سأل بعض الناس ابن عباس -رضي الله عنهما- عن حكم بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها، فاستفهم عن إسلامهم ليؤكد أن هذا الحكم من أساسيات الدين، ثم بين لهم تحريم بيعها وشرائها والتجارة فيها، لأنها من الأمور المحرمة التي لا يجوز التعامل بها.
● الجزء الثاني: عندما سألوه عن النبيذ (المنبوذ من الزبيب أو التمر)، ذكر قصة النبي ﷺ عندما خرج في سفر وعاد ليجد أن بعض الصحابة قد صنعوا نبيذًا في أوعية مثل "حناتم" و"نقير" و"دباء"، والتي كانت تستخدم في الجاهلية للخمر، فأمر بإراقتها لأنها تشبه أوعية الخمر وقد تثير الشبهات. ثم أمر بصنع نبيذ في سقاء (وعاء جلد) بزبيب وماء، وتركه حتى أصبح ثم شرب منه وسقى الآخرين، ولكن عندما أصبح من اليوم الثاني أمر بإراقة ما تبقى منه. وهذا يدل على أن النبيذ الجائز هو ما لم يصل إلى درجة الإسكار، ويشرب في وقت محدد قبل أن يصبح مسكرًا.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم التعامل بالخمر: يحرم بيع الخمر وشراؤها والتجارة فيها، لأنها من المحرمات التي لا يجوز التعامل بها، وهذا من باب سد الذرائع.
2- التشديد في مشابهة أهل الجاهلية: النبي ﷺ أمر بإراقة النبيذ الذي نُبذ في أوعية تشبه أوعية الخمر، لقطع أي شبهة أو مشابهة لأهل الجاهلية.
3- الفرق بين النبيذ المسكر والنبيذ المباح: النبيذ المباح هو ما لم يصل إلى درجة الإسكار، ويشرب قبل أن يصبح قويًا، لكن إذا بلغ حد الإسكار فإنه يحرم ويجب إراقته.
4- الاهتمام بالنيات وتجنب الشبهات: فعل الصحابة كان بنية طيبة، لكن النبي ﷺ بين لهم أهمية تجنب أي أمر يشبه المحرمات.
5- التعليم بالقدوة: النبي ﷺ لم يكتف بالنهي، بل بين الطريقة الصحيحة لصنع النبيذ المباح وشربه في الوقت المناسب.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- ابن عباس -رضي الله عنهما- كان حبر الأمة وترجمان القرآن، فاجتهاده في الفتوى معتمد على علمه الواسع بالسنة النبوية.
- المسكر من أي شراب حرام بالإجماع، سواء كان من العنب أو التمر أو الزبيب أو غيرها.
- الشريعة جاءت بسد الذرائع، أي منع أي وسيلة تؤدي إلى الحرام، ولهذا حرمت أوعية الخمر حتى لا تكون ذريعة للتعامل مع المحرم.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٤: ٨٣) عن محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبد الله، عن زيد، عن يحيى أبي عمر النخعي قال .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها

  • 📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب