حديث: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترخيص النبي ﷺ في الأوعية والظروف واجتناب المسكر

عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة.

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٣٧٩) عن محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، ثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال .

عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا إن شاء الله تعالى، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.
الحديث:
عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة.


1. شرح المفردات:


● يُنْبَذُ: يُصنع له النبيذ، وهو هنا النبيذ الحلال، وهو نبيذ التمر أو الزبيب الذي لم يبلغ درجة الإسكار، ويسمى "النبيد" أو "الزبيب المنقوع"، وكانوا يشربونه قبل أن يحرم الخمر تحريمًا قاطعًا، أو هو ما لم يشتد ولم يصر مسكرًا.
● تُور: (بضم التاء وسكون الواو) إناءٌ صغير يُشرب فيه، كالكوز أو الإبريق، وهو وعاءٌ يُتخذ للشرب.
● من حجارة: أي مصنوع من الحجر، كالرخام أو غيره من الأحجار التي تُنحت وتُجعل أوعية للشرب.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يشرب نبيذ التمر أو الزبيب المنقوع في الماء، الذي لم يصل إلى حد الإسكار، وكان ذلك قبل أن يحرم الله الخمر تحريمًا قاطعًا، أو أنه كان يشربه وهو في حالته الأولى قبل أن يتحول إلى مسكر.
وكان إناؤه من الحجر، وهذا يدل على تواضعه ﷺ وعدم ترفه في آنية الشرب، فقد كان يستعمل ما يتيسر من الأوعية، كالتي تصنع من الحجر.


3. الدروس المستفادة منه:


- جواز شرب النبيذ غير المسكر، وهو ما يُنقع من التمر أو الزبيب ويشرب قبل أن يصير مسكرًا، وهذا كان جائزًا في أول الإسلام، ثم نُسخ وحُرّم كل مسكر.
- تواضع النبي ﷺ في مأكله ومشربه، حيث كان يشرب في إناء من حجر، وليس من فضة أو ذهب، وقد نهى عن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة.
- استعمال المباحات من الأوعية والأطعمة والأشربة ما دامت حلالاً طيبة.
- الاعتدال في العيش وعدم الترف، وهو من هدي النبي ﷺ وأصحابه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي، وغيرهم، وصححه بعض أهل العلم.
- النبيذ الذي كان يشربه النبي ﷺ هو نبيذ التمر أو الزبيب، وكانوا ينقعونه في الماء ثم يشربونه في اليوم الأول أو الثاني قبل أن يتحول إلى خمر.
-后来 حرم الله الخمر تحريمًا قاطعًا، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].
- الأحاديث في هذا الباب كثيرة، منها ما روي أن النبي ﷺ قال: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام"، فكل ما أسكر من الشراب فهو حرام.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٣٧٩) عن محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، ثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل خلف بن خليفة الواسطي فإنه حسن الحديث، وأبو مالك الأشجعي اسمه: سعد بن طارق.
وفي الباب عن الأشج العصري: «أنه أتي النبي ﷺ في رفقة عن عبد القيس ليزوره فأقبلوا، فلما قدموا رفع لهم النبي ﷺ فأناخوا ركابهم، وابتدره القوم، ولم يلبسوا إلا ثياب سفرهم، وأقام العصري يعقلُ ركاب أصحابه وبعيره، ثم أخرج ثيابه من عينه وذلك بعين رسول الله ﷺ ثم أقبل إلى النبي ﷺ فسلم عليه، فقال النبي ﷺ: «إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله» قال: ما هما يا رسول الله؟ قال: «الأناة والحلم» قال: شيء جبلت عليه أو شيء أتخلقه؟ قال: «لا بل جبلت عليه» قال: الحمد لله. قال (القائل هو الرسول ﷺ): «معشر عبد القيس ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت؟» قالوا: يا نبي الله نحن بأرض وخمة، وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا، فلما نهينا عن الظروف فذلك الذي ترى في وجوهنا فقال النبي ﷺ: «إن الظروف لا تحل ولا تحرم، ولكن كل مسكر حرام. وليس أن تجلسوا فتشربوا حتى إذا ثملت العروق تفاخرتم، فوثب الرجلُ على ابن عمه فضربه بالسيف فتركه أعرج» قال: وهو يومئذ في القوم الأعرج الذي أصابه ذلك.
رواه أبو يعلى (٦٨٤٩) - وعنه ابن حبان (٧٢٠٣) - عن محمد بن مرزوق، ثنا روح بن عُبادة، ثنا الحجاج بن حسان التيمي، ثنا المثنى العبدي أبو منازل أحد بني غنم، عن الأشج العصري
قال .. فذكره.
وفيه المثنى العبدي لم يوثقه غير ابن حبان فذكره في الثقات (٥/ ٤٤٤) على قاعدته في توثيق المجاهيل. وبقية رجاله ثقات.
وذكره الهيثمي في المجمع (٥/ ٦٣ - ٦٤) وقال: «رواه أبو يعلى وفيه المثنى بن مأوى أبو المنازل ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات». وكأنه لم يقف على توثيق ابن حبان له مع كثرة الاعتماد عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة

  • 📜 حديث: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب