حديث: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في المدة التي يُشرب فيها النبيذ

عن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل، فيشربه إذا أصبح يومه ذلك، والليلة التي تجيء، والغد والليلة الأخرى، والغد إلى العصر، فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصُبَّ.
وفي لفظ: كان رسول الله ﷺ يُنتبذ له في سقاء من ليلة الاثنين، فيشربه يوم الاثنين والثلاثاء إلى العصر، فإن فضل منه شيءٌ سقاه الخادمَ أو صبَّه.

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٤: ٧٩) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني قال: سمعت ابن عباس بقول .

عن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل، فيشربه إذا أصبح يومه ذلك، والليلة التي تجيء، والغد والليلة الأخرى، والغد إلى العصر، فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصُبَّ.
وفي لفظ: كان رسول الله ﷺ يُنتبذ له في سقاء من ليلة الاثنين، فيشربه يوم الاثنين والثلاثاء إلى العصر، فإن فضل منه شيءٌ سقاه الخادمَ أو صبَّه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يتعلق بمسألة النَّبيذ الذي كان يتناوله النبي ﷺ، وسأشرحه لكم شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● ينتبذ له: أي يُعمل له نبيذًا من التمر أو الزبيب أو نحوهما بنقعه في الماء حتى يحلو.
● أول الليل: أي في بداية الليل.
● يشربه إذا أصبح: أي يشربه في صباح اليوم التالي.
● والليلة التي تجيء، والغد: أي يشربه في الليلة القادمة ويومها التالي.
● إلى العصر: أي حتى وقت صلاة العصر.
● سقاء: وعاء من الجلد يُصنع فيه النبيذ.
● فإن فضل منه شيء: أي إذا بقي منه شيء بعد المدة المحددة.

ثانياً. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يتناول نبيذًا مصنوعًا من نقيع التمر أو الزبيب في الماء، وكان يُصنع له في بداية الليل (ليلة الاثنين في الرواية الثانية)، فيشربه في صباح اليوم التالي (يوم الاثنين) ويستمر في شربه خلال اليوم والليلة التالية (الثلاثاء) حتى وقت العصر. فإذا بقي شيء بعد هذه المدة، فإنه إما أن يسقيه للخادم أو يأمر بإراقته وصبه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز شرب النبيذ غير المسكر: النبيذ هنا هو نقيع التمر أو الزبيب في الماء قبل أن يتحول إلى مسكر، وهو حلال باتفاق العلماء إذا لم يصل إلى درجة الإسكار. وقد بين النبي ﷺ المدة التي يكون فيها هذا النبيذ حلالاً، وهي حوالي يوم وليلة ونصف (من ليلة الاثنين إلى عصر الثلاثاء)، لأن بعد هذه المدة يبدأ بالتخمر وقد يصل إلى درجة الإسكار.
2- التحذير من شرب المسكر: أمر النبي ﷺ بإراقة ما بقي بعد المدة المحددة لأنه قد يكون تحول إلى مسكر، وفي هذا دليل على تحريم كل ما أسكر كثيره وقليله، كما جاء في الحديث: "ما أسكر كثيره فقليله حرام".
3- التيسير ورفع الحرج: كان النبي ﷺ يشرب هذا النبيذ للاستفادة من حلاوته وطعمه، خاصة في زمن لم يكن فيه المشروبات المتوفرة اليوم، مما يدل على أن الإسلام يسر وليس عسرًا، ويبيح الطيبات ولا يحرمها إلا إذا كانت ضارة.
4- الرفق بالخدم ومعاملتهم بالإحسان: في الحديث أن النبي ﷺ كان يسقي الخادم ما تبقى من النبيذ قبل أن يصل إلى مرحلة التحريم، وهذا من كرمه ﷺ وحسن معاملته لخدمه، وهو درس في معاملة الخدم والرقيق معاملة حسنة.
5- التوقيت المحدد للاستفادة من النبيذ: بين النبي ﷺ المدة التي يكون فيها النبيذ حلالاً، مما يدل على أهمية مراعاة الأحوال والتغيرات التي تطرأ على الأشياء، فما كان حلالاً في وقت قد يصبح حرامًا في وقت آخر بسبب تغير صفاته.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي يستدل بها على جواز شرب نبيذ التمر والزبيب قبل أن يصل إلى مرحلة الإسكار.
- الفقهاء يستنبطون من هذا الحديث أن المدة التي يكون فيها النبيذ حلالاً هي حوالي يوم وليلة في الجو المعتدل، وقد تختلف حسب الحرارة والبرودة.
- لا يجوز شرب أي مشروب إذا كان مسكرًا أو له تأثير مثل المسكرات، وهذا من قواعد الإسلام الواضحة في تحريم الخمر والمفترات.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٤: ٧٩) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني قال: سمعت ابن عباس بقول .. فذكره. واللفظ الآخر من رواية محمد بن جعفر، عن شعبة به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 113 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب