حديث: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في المدة التي يُشرب فيها النبيذ

عن ثمامة بن حَزْن القُشيري قال: لقيت عائشة، فسألتها عن النبيذ فدعت عائشة جاريةً حبشيةً فقالت: سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله ﷺ، فقالت الحبشية: كنت أنبذ له في سقاء من الليل، وأوكيه، وأعلقه، فإذا أصبح شرب منه.

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٥: ٨٤) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا القاسم بن الفضل الحُدّاني، حدثنا ثمامة بن حزن القشيري .

عن ثمامة بن حَزْن القُشيري قال: لقيت عائشة، فسألتها عن النبيذ فدعت عائشة جاريةً حبشيةً فقالت: سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله ﷺ، فقالت الحبشية: كنت أنبذ له في سقاء من الليل، وأوكيه، وأعلقه، فإذا أصبح شرب منه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأقوم بشرحه وبيان دروسه على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● ثمامة بن حَزْن القُشيري: صحابي جليل، من رواة الحديث.
● النبيذ: هنا المقصود هو نبيذ التمر أو الزبيب الذي كان يشربه الصحابة، وهو غير الخمر المحرم، لأنه لم يصل إلى درجة الإسكار.
● جارية حبشية: أمة أو خادمة من الحبشة (إثيوبيا حالياً).
● تنبذ: تصنع النبيذ من التمر أو الزبيب بنقعه في الماء.
● سقاء: وعاء من الجلد كانوا يستخدمونه للسوائل.
● أوكيه: أغلقه بشدة (من الوَكاء وهو رباط السقاء).
● أعلقه: علقته في مكان مرتفع ليبقى بارداَ.

2. شرح الحديث:


سأل ثمامةُ بن حَزْن أمَّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها عن نبيذ التمر أو الزبيب الذي كان يشربه النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجبه مباشرة، بل استدعت جاريةً من الحبشة كانت تعمل عندها، وقالت: "سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي أنها كانت تصنع له النبيذ.
فأخبرت الجاريةُ الحبشيةُ أنَّها كانت تنقع التمر أو الزبيب في الماء داخل سقاءٍ من الجلد في الليل، وتغلقه جيداً، وتعلقه في مكان مرتفع، فإذا أصبح الصباح، كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب منه.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز صنع النبيذ من التمر أو الزبيب إذا لم يصل إلى درجة الإسكار: وهذا النبيذ كان مشروباً معتاداً عند الصحابة، وهو حلال ما دام لم يتحول إلى خمر مسكر.
● تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: كان يشرب ما يشربه عامة الناس، ولم يكن يطلب المشروبات الخاصة أو الفاخرة.
● استشارة أهل الخبرة: حيث أحالت عائشةُ السائلَ إلى الجاريةِ لأنها هي التي كانت تصنع النبيذ، مما يدل على الأمانة العلمية وعدم التحدث بغير علم.
● احترام الخدم والإماء: حيث استشهدت عائشة بالجارية وأخذت روايتها، مما يدل على مكانة الخدم في الإسلام وأنهم جزء من المجتمع.
● التوقيت في صنع النبيذ: كان ينقع ليلاً ويشرب صباحاً، مما يعني أنه لم يكن قد مر عليه وقت طويل يجعله مسكراً.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن النبيذ الذي كان يشربه النبي صلى الله عليه وسلم هو نبيذ التمر أو الزبيب، وهو غير الخمر المحرم، لأنه لم يترك حتى يصير مسكراً.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على جواز شرب نبيذ التمر أو الزبيب إذا لم يصل إلى مرحلة الإسكار.
- كان الصحابة يشربون هذا النبيذ كشراب منعش، خاصة في الأجواء الحارة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٥: ٨٤) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا القاسم بن الفضل الحُدّاني، حدثنا ثمامة بن حزن القشيري .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه

  • 📜 حديث: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب