حديث: ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في المدة التي يُشرب فيها النبيذ

عن عائشة، قالت: كنا ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يُوكى أعلاه وله عزلاء. ننبذه غدوة فيشربه عشاء، وننبذه عشاء فيشربه غُدوة.

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٥: ٨٥) عن محمد بن المثنى العنزي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن يونس (هو ابن عبد)، عن الحسن (هو البصري)، عن أمه، عن عائشة قالت .

عن عائشة، قالت: كنا ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يُوكى أعلاه وله عزلاء. ننبذه غدوة فيشربه عشاء، وننبذه عشاء فيشربه غُدوة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يتعلق بشراب النبي صلى الله عليه وسلم المعروف بـ"النبيذ"، وهو شراب حلال كان يتناوله الصحابة رضي الله عنهم. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● ننبذ: من "النبذ" وهو نقع التمر أو الزبيب في الماء حتى يحلو ويصبح شرابًا.
● سقاء: وعاء من الجلد يُخزن فيه السوائل.
● يُوكى أعلاه: أي يُربط فوهته ويُشَد بخيط أو غيره لئلا يدخل فيه شيء.
● عزلاء: ثقب صغير في أسفل السقاء أو جانبه لتصفية الشراب وإخراجه دون فتح الفوهة الرئيسية.

2. شرح الحديث:


كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصنع للنبي صلى الله عليه وسلم شرابًا منقوعًا (نبيذًا) بوضع التمر أو الزبيب في الماء داخل سقاء من الجلد، وتُربط فوهته جيدًا حتى لا يتسرب إليه الهواء أو الحشرات، وكان لهذا السقاء ثقب صغير (عزلاء) في أسفله أو جانبه لتسهيل صب الشراب دون الحاجة إلى فتح الفوهة.
وكانوا ينقعون الشراب في الصباح (غدوة) فيشربه النبي صلى الله عليه وسلم في المساء (عشاء)، أو ينقعونه في المساء فيشربه في الصباح التالي (غدوة). وهذا الوقت القصير (بين الغدوة والعشاء أو العشاء والغدوة) يعني أن الشراب لم يبقَ وقتًا طويلاً حتى يتحول إلى خمر أو يسكر، بل كان شرابًا حلوًا طيبًا.

3. الدروس المستفادة منه:


- جواز صنع النبيذ (المنقوع) وشربه ما دام لم يصل إلى درجة الإسكار، وهو ما يعرف اليوم بالشراب الطبيعي غير المسكر.
- أهمية النظافة والاحتياط في حفظ الطعام والشراب، كما في ربط فوهة السقاء.
- حرص الصحابة رضي الله عنهم على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم وتقديم ما يحب من الطيبات.
- الاعتدال في الشرب وعدم المبالغة في تركيز الشراب أو بقائه وقتًا طويلاً حتى لا يتحول إلى خمر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- النبيذ هنا ليس الخمر الحرام، بل هو شراب منقوع من التمر أو الزبيب، وكان مشروبًا معتادًا عند العرب، وإذا ترك وقتًا طويلاً (مثل يومين أو ثلاثة) فإنه قد يتحول إلى خمر مسكرة، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه قبل أن يصل إلى هذه المرحلة.
- هذا الحديث يدل على أن المشروبات الطبيعية غير المسكرة حلال، وهي من السنة.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من المشروبات التي فيها إسكار أو شبهة، وأن يقتصر على ما كان معروفًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٠٥: ٨٥) عن محمد بن المثنى العنزي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن يونس (هو ابن عبد)، عن الحسن (هو البصري)، عن أمه، عن عائشة قالت .. فذكرته.
قوله: «وله عزلا» أي ثقب من أسفل السقاء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه

  • 📜 حديث: ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب