حديث: لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إضافة الماء إلى النبيذ إذا اشتد ما لم يَصلْ إلى حدّ الإسكار

عن رجل من وفد عبد القيس، عن النبي ﷺ قال: «لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء، ولا حنتم، واشربوا في الجلد الموكأ عليه، فإن اشتد فاكسروه بالماء، فإن أعياكم فأهريقوه».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٩٥)، والبيهقي (٨/ ٣٠٢) كلاهما من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي القموص زيد بن علي، قال: حدثني رجل كان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله ﷺ من عبد القيس يحسب عوف أن اسمه قيس بن النعمان قال فذكره.

عن رجل من وفد عبد القيس، عن النبي ﷺ قال: «لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء، ولا حنتم، واشربوا في الجلد الموكأ عليه، فإن اشتد فاكسروه بالماء، فإن أعياكم فأهريقوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث شريف من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يتعلق بآداب الشرب وصحة الإنسان، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● نقير: جذع النخلة يُنقر (يُثقب) من وسطه فيتخذ وعاءً للشرب.
● مُزَفَّت: إناء مطلي بالزفت (القار) لسد مسامه.
● دباء: القرع اليابس (اليقطين) الذي يتخذ وعاءً للشرب بعد تجفيفه.
● حَنتم: جرار خضراء كانت تصنع من الطين وتُحرق بالنار، وكانت تستخدم للخمر.
● الجلد الموكأ عليه: القربة أو السقاء من الجلد الذي يُوكأ (يربط) فمه بحبل لئلا يدخله شيء.

2. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب في هذه الأوعية الأربعة (النقير، المزفت، الدباء، الحنتم) لأنها كانت شائعة الاستخدام في الجاهلية، خاصة للخمر، ولما فيها من مضار صحية. فالنقير والدباء مسامهما واسعة فتتسرب فيها الأوساخ وتتخمر، والمزفت والحنتم مسامهما ضيقة لكنها تحتفظ بالرواسب والجراثيم.
وأمر صلى الله عليه وسلم بالشرب في الجلد الموكأ (المربوط فمه) لأنه أنظف وأقل عرضة للتلوث. ثم بين أنه إذا تخمر الشراب في الجلد (اشتد) فيجب تخفيفه بالماء، فإن لم ينجح ذلك (أعياكم) فيجب إراقته وإتلافه.

3. الدروس المستفادة:


- النهي عن استخدام الأوعية التي تضر بالصحة أو تتسبب في تخمر الشراب.
- الحث على النظافة في المأكل والمشرب.
- تحريم كل مسكر ومفتر، ووجوب إتلافه إذا لم يمكن تخفيفه.
- حرص الشريعة على صحة الإنسان وسلامته من الأضرار.
- جواز معالجة الأشياء إذا أمكن، وإتلافها إذا تعذر إصلاحها.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في السنن الكبرى.
- العلماء استنبطوا من النهي عن هذه الأوعية تحريم اتخاذها للخمر خاصة، وكرهها لغيرها من المشروبات.
- الحديث يدل على سد الذرائع إلى المحرمات، فنهى عن الأوعية التي كانت معدة للخمر.
- فيه إشارة طبية مبكرة إلى ضرورة تجنب الأوعية التي تساعد على التخمر أو تكاثر الجراثيم.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٩٥)، والبيهقي (٨/ ٣٠٢) كلاهما من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي القموص زيد بن علي، قال: حدثني رجل كان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله ﷺ من عبد القيس يحسب عوف أن اسمه قيس بن النعمان قال فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي القموص فقد روى عنه جماعة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات إلا أن قوله: «فإن اشتد فاكسروه بالماء» شاذ فإنه تفرد، به ولذا قال البيهقي عقب الحديث: «الروايات الثابتة في قصة وفد عبد القيس خالية عن هذه اللفظة» يعني قوله: «فإن اشتد فاكسروه بالماء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم

  • 📜 حديث: لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب