حديث: نهي النبي عن الجمع بين التمر والزبيب في النبيذ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في انتباذ الخليطين من نوع واحد أو من نوعين

عن أبي قتادة قال: نهى النبي ﷺ أن يُجمع بين التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدة.
وفي لفظ: «لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنتبذوا الرطب والزبيب جميعا، ولكن انتبذوا كل
واحد على حدته».

متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (٥٦٠٢)، ومسلم في الأشربة (١٩٨٨: ٢٤) كلاهما من طريق هشام الدستوائي، أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال .

عن أبي قتادة قال: نهى النبي ﷺ أن يُجمع بين التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدة.
وفي لفظ: «لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنتبذوا الرطب والزبيب جميعا، ولكن انتبذوا كل
واحد على حدته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث بلفظيه:


1. عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: "نهى النبي ﷺ أن يُجمع بين التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدة".
2. وفي اللفظ الآخر: «لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنتبذوا الرطب والزبيب جميعا، ولكن انتبذوا كل واحد على حدته».


1. شرح المفردات:


● الزهو: هو التمر اليابس (المجفف)، ويُسمى أيضًا "التمر" في بعض اللهجات.
● الرطب: هو التمر الطري الذي لم يجف بعد.
● الزبيب: هو العنب المجفف.
● تنتبذوا / انتبذوا: النَّبْذ هو نقع الشيء في الماء ليصير شرابًا (يُسمى "نبيذًا" في لغة العرب، وهو غير المسكر في عرفهم الأول)، أي اصنعوا شرابًا منقوعًا.
● على حدة / على حدته: يعني كل نوع بمفرده، لا تخلطوا نوعين معًا.


2. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن خلط نوعين من الفواكه (كالرطب والزهو، أو الرطب والزبيب) عند صناعة الشراب المنقوع (النبيذ)، وأمر أن يُنقَع كل نوع على حدة.
والحكمة من هذا النهي - كما ذكر العلماء - أن الخلط بينهما قد يُسرع في عملية التخمير ويقوّيها، فيؤدي إلى شدة alcoholic fermentation (التخمر المسكر) بسرعة، فيصير الشراب مسكرًا.
والشارع الحكيم يريد للمسلم أن يتجنب كل طريق يؤدي إلى المسكر؛ سدًا للذريعة، ومنعًا للوقوع في المحرم.
فالنبي ﷺ لم ينه عن الشراب نفسه، بل عن طريقة الخلط التي تزيد من احتمالية إسكاره.


3. الدروس المستفادة:


1- سد الذرائع: من حكمة الشريعة الإسلامية منع كل ما يؤدي إلى الحرام، ولو كان جائزًا في أصله.
2- التحرز من أسباب الإسكار: يجب على المسلم أن يتجنب كل ما يُقوّي الخمر أو يُسرع في تخمرها.
3- الحكمة في الأوامر والنواهي: لكل نهي في الشريعة حكمة، إما ظاهرة أو خفية، وعلى المسلم الامتثال حتى ولو لم يعرف الحكمة.
4- الاهتمام بالصحة والعبادة: الخمر تضر بالبدن والعقل، وتصرف عن ذكر الله وعن الصلاة، فمنعها حفظ للدين والصحة.


4. معلومات إضافية:


- هذا النهي للكراهة التنزيهية (عند большин العلماء)، وليس للتحريم، إذا كان الشراب غير مسكر.
- إذا خُلط نوعان ونُقِعا، ثم صار الشراب مسكرًا، فهو حرام بالإجماع.
- من صنع شرابًا من نوع واحد (كتمر فقط أو زبيب فقط) وجب عليه أن يحذر من تركه حتى يَشتدَّ ويصير مسكرًا.
- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالآداب والأحكام.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يبصرنا بشرعه، وأن يجنبنا مسالك الشبهات والحرام.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأشربة (٥٦٠٢)، ومسلم في الأشربة (١٩٨٨: ٢٤) كلاهما من طريق هشام الدستوائي، أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال .. فذكره.
واللفظ للبخاري، واللفظ الآخر لمسلم من رواية علي بن المبارك، عن يحيى (هو ابن كثير)، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة.
ورواه النسائي (٥٥٦٧)، من طريق أبي إسماعيل، ثنا يحيى به وزاد: «في الأسقية التي يُلاث على أفواهها».
وهذه الزيادة تفرد بها في هذا الحديث أبو إسماعيل واسمه إبراهيم بن عبد الملك البصري القناد، وقد تكلم في حفظه، فذكره العقيلي في الضعفاء (١/ ٥٧) وقال: «يهم في الحديث».
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. ولذلك قال الحافظ: «صدوق في حفظه شيء».
فمثله لا يقبل تفرده بالزيادة، ولا سيما وقد رواه هشام الدستوائي وغيره عن يحيى بن أبي كثير بدونها، وهو أثبت الناس في يحيى.
وقوله: «يلاث على أفواهها» بالمثلية أي يُشد ويربط. والمراد بالأسقية المتخذة من الجلد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 128 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن الجمع بين التمر والزبيب في النبيذ

  • 📜 حديث: نهي النبي عن الجمع بين التمر والزبيب في النبيذ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي عن الجمع بين التمر والزبيب في النبيذ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي عن الجمع بين التمر والزبيب في النبيذ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي عن الجمع بين التمر والزبيب في النبيذ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب