نهي النبي عن خلط التمر والزبيب والتمر والبُسر

حديث: نهي النبي عن خلط التمر والزبيب والتمر والبُسر

عن أبي سعيد: أن النبي ﷺ نهى عن التمر والزبيب أن يخلط بينهما، وعن التمر والبُسر أن يخلط بينهما.
وفي رواية: «من شرب النبيذ منكم فليشربه زبيبا فردا، أو تمرا فردا، أو بُسرا فردًا».

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (١٩٨٧) عن يحيى بن يحيى، أخبرنا يزيد بن زريع، عن التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو يتعلق بمسألة صنع النبيذ (وهو هنا العصير أو الشراب المختمر الذي كانوا يتخذونه للشرب، وليس الخمر المحرم)، ويحتوي على نهيٍ مهم وأمرٍ نبوي.

أولاً. شرح المفردات:

● نهى: أي منع وحظر.
● التمر: هو البلح الناضج الجاف.
● الزبيب: هو العنب المجفف.
● يخلط بينهما: أي أن يُجمع بينهما في إناء واحد ليتخمرا معًا.
● البُسر: هو البلح الذي لم ينضج تمامًا، بل هو في مرحلة بين البلحة الطرية والتمر (أي نصف ناضج).
● نبيذ: في لغة العرب هو ما يُنْبَذُ أي يُترك في الماء حتى يحلو أو يتخمر، وهو هنا العصير المتخمر غير المسكر إذا شُرب باعتدال قبل أن يقوى.
● فردًا: أي كل نوع على حدة، لا ممزوجًا بغيره.

ثانيًا. شرح الحديث:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن خلط التمر مع الزبيب، أو التمر مع البُسر، ليتخمرا together في إناء واحد. وفي الرواية الأخرى بيَّن الطريقة المشروعة لصنع النبيذ الحلال (قبل أن يحرم الخمر تحريمًا قاطعًا)، فأمر من أراد أن يصنع شرابًا مختمرًا أن يصنعه من نوع واحد فقط: إما زبيب فقط، أو تمر فقط، أو بُسر فقط.
والحكمة من النهي عن الخلط – كما ذكر العلماء –:
1- أن الخليط أقوى في التسريع في الإسكار: فإذا خُلط التمر مع الزبيب أو البُسر، فإن التخمر يكون أسرع وأقوى، مما يزيد من احتمالية أن يصبح مسكرًا إذا ترك فترة أطول.
2- الحفاظ على الاعتدال: حتى لا يشتد الشراب فيفسد ويصير خمرًا محرمة.
3- التقليل من احتمالية الإسكار: لأن النبيذ إذا صُنع من نوع واحد، يكون أخف وأبطأ في التخمر، فيمكن شربه قبل أن يصل إلى درجة الإسكار.
ولذلك جاء النهي عن الخلط بين هذه الثمار عند صنع النبيذ، والأمر بأن يكون كل شراب منها مُصَنَّعًا على حدة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- تحريم الخمر وكل مسكر: وهذا الحديث يأتي في سياق التدريج في التحريم، حيث كان الخمر محرمًا لما يؤدي إليه من الإسكار، ونهى النبي ﷺ عن كل ما يؤدي إليه.
2- سد الذرائع: النهي عن الخلط هنا من باب سد الذرائع، لأنه يؤدي إلى الإسكار.
3- الحكمة التشريعية: الشرع يحافظ على مصالح العباد، ويبعدهم عن كل ما يضر بدينهم وعقولهم وأخلاقهم.
4- الالتزام بما ورد عن النبي ﷺ: حتى في الأمور الدقيقة مثل كيفية صنع المشروبات، فالنبي ﷺ يرشد إلى ما فيه الخير والسلامة.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا النهي خاص بصناعة النبيذ (الشراب المتخمر) الذي كانوا يشربونه قبل التحريم النهائي، ثم نُسخ بعد ذلك بتحريم كل مسكر.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على منع خلط ما يمكن أن يتخمر ويصير مسكرًا إذا جُمع، تطبيقًا للقاعدة الشرعية: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
- ينبغي للمسلم أن يبتعد عن كل ما فيه شبهة أو وسيلة إلى الحرام.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إليه ردًا جميلاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (١٩٨٧) عن يحيى بن يحيى، أخبرنا يزيد بن زريع، عن التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال .. فذكره.
والرواية الأخرى من طريق أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، به.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن خلط التمر والزبيب والتمر والبُسر

📜 حديث: نهي النبي عن خلط التمر والزبيب والتمر والبُسر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهي النبي عن خلط التمر والزبيب والتمر والبُسر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهي النبي عن خلط التمر والزبيب والتمر والبُسر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهي النبي عن خلط التمر والزبيب والتمر والبُسر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية