صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق

حديث: صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق

عن المطلب بن أبي وداعة: أن رسول الله ﷺ أُتي بإناء نبيذ فصب عليه الماء حتى تدفق ثم شرب منه.

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٩١) عن العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أحمد بن
يونس، ثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة قال .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن المطلب بن أبي وداعة: أن رسول الله ﷺ أُتي بإناء نبيذ فصب عليه الماء حتى تدفق ثم شرب منه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف ورد في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● المطلب بن أبي وداعة: صحابي جليل، من بني سهم من قريش.
● أُتي بإناء نبيذ: أي جيء له بوعاء فيه نبيذ، والنبيذ هنا هو ما يُنْبَذُ من التمر أو الزبيب في الماء حتى يحلو، وكانوا يشربونه قبل أن يصير مسكرًا.
● صب عليه الماء حتى تدفق: أي أضاف إليه الماء حتى فاض الإناء وامتلأ.
● ثم شرب منه: أي تناول من هذا المشروب بعد تخفيفه.

2. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قدَّموا له إناء فيه نبيذ (مشروب حلو من منقوع التمر أو الزبيب لم يصل إلى مرحلة الإسكار)، فقام النبي ﷺ بصب الماء على هذا النبيذ حتى امتلأ الإناء وفاض، ثم شرب منه.
هذا الفعل النبوي يدل على أن النبيذ الذي لم يصل إلى مرحلة الإسكار (أي لم يغلي ولم يصبح مسكرًا) جائز شربه، ولكن النبي ﷺ قام بتخفيفه بالماء ليكون أخف وأقل حلاوة، مما يدل على الاستحباب في تخفيف المشروبات الحلوة أو التي قد تكون قوية.

3. الدروس المستفادة منه:

● جواز شرب النبيذ غير المسكر: وهو ما يسمى "نبيذ التمر" أو "نبيذ الزبيب" إذا لم يصل إلى مرحلة الإسكار، وهذا من الأمور المباحة في الشريعة.
● استحباب تخفيف المشروبات: حيث أن النبي ﷺ صب الماء على النبيذ لتخفيفه، مما يدل على أن الأفضل للمسلم أن يخفف المشروبات القوية أو الحلوة ليصير تناولها أخف وأسلم.
● التوسط والاعتدال في الأمور: حتى في المباحات، كان النبي ﷺ يختار الأخف والأيسر، وهذا من هديه في التيسير وعدم التشدد.
● التعليم العملي: حيث أن النبي ﷺ لم يكتف بالقول بل بيَّن بالفعل كيف يتعامل مع مثل هذه المشروبات، فكان يُراعي أحوال الناس وعاداتهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "الأطعمة والأشربة" وفيه بيان أن الأصل في الأشربة الإباحة ما لم تكن مسكرة أو ضارة.
- بعض العلماء استدل به على كراهية شرب النبيذ القوي بدون تخفيف، وإن كان جائزًا.
- ينبغي التفريق بين "النبيذ" المباح (وهو منقوع التمر أو الزبيل قبل الإسكار) و"الخمر" المحرم (وهو ما أسكر كثيره وقليله).
- من هدي النبي ﷺ في الشراب أن يكون على ثلاث دفعات، مع التسمية في أوله والحمد في آخره، وهذا من كمال أدبه ﷺ.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى سنة نبيه ﷺ ردًا جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٩١) عن العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أحمد بن
يونس، ثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة قال .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي شهاب واسمه عبد ربه بن نافع الحناط فإنه حسن الحديث. وأبو صالح هو ذكوان السمان.
وعزاه الهيثمي للطبراني وقال: «رواه الطبراني عن شيخه العباس بن الفضل الأسفاطي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح».
كذا قال! وقد قال فيه الدارقطني: «صدوق» سؤالات الحاكم (١٣٤).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق

📜 حديث: صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صب النبيذ عليه الماء حتى تدفق

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية