حديث: نهى رسول الله ﷺ عن خلط التمر والزهو

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في انتباذ الخليطين من نوع واحد أو من نوعين

عن أنس بن مالك قال: إن رسول الله ﷺ نهى أن يخلط التمرُ والزهوُ ثم يُشرب، وإن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر.

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (١٩٨١) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن قتادة بن دعامة حدثه أنه سمع أنس بن مالك قال .

عن أنس بن مالك قال: إن رسول الله ﷺ نهى أن يخلط التمرُ والزهوُ ثم يُشرب، وإن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "إن رسول الله ﷺ نهى أن يخلط التمرُ والزهوُ ثم يُشرب، وإن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر". (رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


* يَخلُط: أي يمزج ويجمع بين شيئين أو أكثر.
* الزَّهوُ: هو نوع من أنواع التمر، وهو الذي لم ينضج تمامًا بل لا يزال في مرحلة البُسْر أو البلح (التمر الأخضر قبل أن يصير رطبًا ثم تمرًا). وقيل هو التمر الذي يسقط من النخل قبل أن ينضج.
* يُشرَب: أي يُتَّخَذَ هذا المخلوط شرابًا بعد أن يُترك حتى يتخمر.
* عامَّة خُمورِهم: أي معظم الشراب المسكر الذي كانوا يعتادون شربه قبل التحريم.
* يَومَ حُرِّمَتِ الخمرُ: يشير إلى الوقت الذي نزل فيه تحريم الخمر تحريمًا قاطعًا وبَيَّنَ حكمها.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، أن النبي ﷺ نهى عن فعل محدد، وهو خلط التمر الناضج مع الزهو (التمر غير الناضج) بقصد تخميرهما معًا لصنع شراب.
العلة والسبب:
كان هذا الخليط (التمر + الزهو) هو الوصفة الرئيسية التي كان أهل المدينة المنورة يصنعون بها شرابهم المسكر (النبيذ) قبل الإسلام. وكان هذا الشراب يتخمر سريعًا ويصير مسكرًا قويًّا. فلما حرم الله تعالى الخمر تحريمًا باتًّا، كان هذا النوع من الخلط هو الأكثر شيوعًا واستعمالاً لدى الناس.
فجاء النهي النبوي لـسد الذريعة ومنع أي طريق أو وسيلة تؤدي إلى شرب المسكر، حتى لو كان المخلوط نفسه في بدايته غير مسكر، فإنه سيؤول إلى المسكر حتمًا إذا تُرك وتخمّر. وهذا النهي هو جزء من السياسة الشرعية الحكيمة التي اتبعها النبي ﷺ لاجتثاث عادة شرب الخمر من المجتمع الإسلامي الناشئ بشكل كامل وجذري.


3. الدروس المستفادة منه:


1- سد الذرائع: من أهم القواعد الشرعية التي نتعلمها من هذا الحديث هي "سد الذرائع"، أي منع كل ما看起来 مباح في ظاهره ولكنه يُؤدّي إلى محرم أو مفسدة. فخلط التمر والزهو ليس حرامًا لذاته، لكن لأنه كان الطريق إلى الخمر، نُهي عنه.
2- حكمة التشريع: يظهر في النهي حكمة النبي ﷺ البالغة، حيث عالج المشكلة من جذورها ولم يكتف بتحريم الشرب فقط، بل حرم الوسائل المؤدية إليه لضمان تطبيق التحريم بفعالية.
3- التحذير من مواطن الشبهة: على المسلم أن يبتعد عن كل ما يشبه المحرمات أو يقرب منها، حتى لو كان في نيته ألا يقع في الحرام، لأن مجرد الاقتراب يضعف الوازع الديني وقد يجر إلى المعصية.
4- التدرج في التحريم: يشير قول أنس "وإن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر" إلى أن التحريم جاء في مرحلة متأخرة بعد أن هُيئت النفوس وتربت على تركها، وهذا من رحمة الله بعباده.
5- طاعة النبي ﷺ في النهي والأمر: يجب على المسلم الانقياد لأمر النبي ﷺ ونهيه، سواء أظهر له الحكمة أم لم تظهر، فالحكمة قد تخفى على البعض وتظهر للبعض الآخر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل من أصول تحريم كل ما أسكر كثيره فقليله حرام، وكذلك تحريم كل ما يسمى في عرف الناس "خمرًا" أو يسكر، بغض النظر عن مادته الأولية (تمر، عنب، شعير، إلخ).
* الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث وأمثاله تحريم اتخاذ أي وعاء أو أداة خصصت لصنع الخمر، حتى لو لم يكن فيها شيء في الوقت الحاضر، تحريمًا لذريعة العودة إلى العادة القديمة.
* النهي هنا عن الخلط بقصد الصنع والاشتراب. أما مجرد خلط أنواع التمر للأكل أو للادخار بدون قصد التخمير والشراب، فهذا جائز ولا بأس فيه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (١٩٨١) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن قتادة بن دعامة حدثه أنه سمع أنس بن مالك قال .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 129 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن خلط التمر والزهو

  • 📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن خلط التمر والزهو

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن خلط التمر والزهو

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن خلط التمر والزهو

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن خلط التمر والزهو

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب